أهلا وسهلا بالأخ نزار ملاخا
كتب الأخ نزار يسأل : ” + لماذا نُسَّمي كتاب إيماننا بـ ” الكتاب المقدَّس ” ؟
+ ما هي قُدسِــيتُه ؟
+ متى أصبحَ كتابًا ؟
+ هل كان سابقًا على شكل ” لفائف ” ؟
الأسم والقُدســية !
نُسَّمي الكتابَ الذي هو دستورُ إيماننا وأخلاقِنا بـ ” المُقَّـدَس” لأنه ينقُل إلينا وحيَ الله ، الذي ” اسمُه قُدّوسٌ” (لو1: 49)، ويدعو الأنسان أيضا الى القداسة. قال الله قديمًا :” كونوا قديسين، لأني أنا قدّوس “(أح 11: 44-45؛ 19: 2؛ 20: 26). وقال حديثًا :” كونوا كاملين، كما أنَّ أباكم السماوي كامل” (متى6: 48)؛ ” كونوا قديسين في كل ما تعملون، لأنَّ اللهَ الذي دعاكم قدُّوسٌ “(1بط 1: 15). فكلام الله قدوس، ويُقَّدسُ غيره.
وقدسية الله أنه يحيا ويعمل ما هو حَّقٌ. فهو لا غشَّ فيه ولا كذب ولا حيلة ولا مكر. إنه البراءة والبساطة بالذات، إنه المحبة (1يو4: 8). فكلامه ، وكل ما يخرج منه، يقوله أو يفعله أو يوصي به لا يمكن أن يكون سوى صورة منه. وكلُ ما يتعَّلق به ويخُصُّه لا يمكن أن يكون إلا مُقَّدَسًا، لأنه الحَّقُ. لقد نطق الرب بالحق ،” الحقَّ الحقَّ أقول لكم”، وطلب أن يُثَّبتَنا في الحق،” قَدّسهم في الحَّق، لأنَّ كلامك حَّق “(يو17:17).
متى أصبح كتــابًا ؟
يجب التمييز بين مرحلتين في تكوين الكتاب، كما هو أصلا مقسومٌ الى جزءَين معروفين بـ : العهد القديم والعهد الجديد. فقد دُونَت غالبية أسفار العهد القديم بين القرنين التاسع والثالث قبل المسيح وتم تجميعها في كتاب واحد بحيث تمت ترجمةُ العبرانية منها الى اليونانية في القرن الثالث قبل الميلاد، ثم أُضيفت اليها ما دُون بعده كالمكابيين والحكمة. أما العهد الجديد فقد دُونت أسفاره كلها في القرن الميلادي الأول. وحفظ الزمان أقدم مخطوطة لها مجتمعة في كتاب واحد ترتقي الى القرن الميلادي الرابع. لكن مؤلفات مسيحية شهدت لوجود كل الأسفار منذ القرن الثاني الميلادي. وكان طبيعيا أن يجمعوا كلَّ الأسفار معا لآقتنائها و حفظها، ولاسيما لدراستها.
ولكن وحدة الكتاب المقدس كـ “كتاب واحد” لا تتوقف على جمع أسفاره العديدة في كتاب واحد. وحدته في الوحي الواحد الذي ينقله كاملا من أول سفر وإلى آخر سفر. فحتى لو طبعت و توزعت كل سفرعلى حدة إلا أنَّ ذلك السفر يبقى جزءًا فقط من” الكتاب المقدس”. لأنَّ الوحي في كلام الله لن يكتمل إلا بالأسفار كلها مجتمعة.
هل كان سابقا على شكل لفائف ؟
بالنسبة الى العهد القديم كان على شكل ملفوف، وما يزال في المكتبات العبرية. كانت تلك طريقة الكتابة وحفظها. لأنهم كانوا يكتبون على الرق أو جلد الغزال. ولفه أسهل وأسلم للحفظ. خاصَّة وكان يتم تدوينه وحفظه في الهيكل. أما العهد الجديد فربما إستعملوا نفس الطريقة في المخطوطات القديمة. أما بعد ظهور المطبعة فتغَيَّرت طرق التجميع والحفظ.