ألموت آلسريري وآلقتل آلرحيم

أهلا وسهلا بآلأخ نوئيل يوحنا

سأل آلأخ أبو توماس :” ما رأيُ آلكنيسة في موضوع ” الموت آلسريري”. هل يختلف بآختلاف حالة آلمريض؟ لماذا “؟. ثمَّ وَضَّح آلأمر بمثال حَّي قال :” الموت آلسريري” أعني به ” بقاءُ آلمريض في سريره ، في غيبوبة تامَّة لمدة طويلة “. وسرد مثلا حيًّا : ”  أبٌ لا زال راقِدًا في سريره منذ أكثر من سبع سنوات. أمٌّ تكافح في ظرف عملٍ مُضنٍ لساعاتٍ طويلة … لدفع فواتير آلمستشفى. شاب تركَ دراستَه آلجامعية ، ضمانَ مستقبله. خطيبتُه تنتظرُ آلزواج وهو يدفعُ كلَّ درهمٍ يقتنيه ثمنًا لعلاج ( مؤقت وربما ضئيل آلفائدة) والدِه الراقد في سريره منذ سنين ؟. وهنا سأل : ” فهل من حَقِّنا كبشر، في هذه آلحالة ، إختيار نهاية تخلو من آلسُمُّو آلروحي ، أم إعتبار آلتضحية آلمريرة بمستقبل آلأولاد خيارًا أفضل، إعتمادًا على إنتظار آلمُعجزة “؟.

الغيبوبة !

الغيبوبة هي COMA  حالة فقدان آلحركة آلذاتية وآلإحساس. ممكن يكون آلجهاز آلعصبي قد تعَّطل، وقتيًا أو نهائيًا. أما بقية آلأجهزة فتعمل عادةً. فآلغائبُ هو حّيٌّ. أعتقد يختلف عن آلموت آلسريري الذي يتوقف فيه آلمخ وآلقلب، ويبقى آلقلب وحدَه ينبضُ بقوَّة آلإنعاش آلإصطناعي، الذي إِذا رفعوه يتوقف آلقلب أيضًا. بينما في حالة آلغيبوبة يمكن للمريض أن يستفيق ويستعيد عافيتَه، حتى ولو جزئيًا. وقد سُجِلَّت حالات منها واحدة بأن مريضًا إستعاد وعيَه بعد 23 سنة من آلغيبوبة. وآلمعجزاتُ لم تتوقف لأنَّ آلله ما يزال يُشفي آلمرضى على أيدي قدّيسيه. وأخبارُ آلمعجزات منشورة للمؤمنين.    

ألقتل آلرحيم !

ما ذكرته أيها آلسائل آلكريم من حَلٍّ لهذه آلحالة يُشبه ” الموتُ آلمُيَسَّر” أو Euthanasia إذ طلبت ” هل يحُّقُ إختيار نهاية خالية من آلسمو آلروحي”، ما يُسَّمى بـ” القتل آلرحيم”. وهو آلإرادة وآلشروع بإيقاف نفس حياة آلمريض، أي بقتلٍ مُتَعَّمد برغبة إنهاء وضعِه. لا فقط إيقاف آلعناية به بل دفعه بآلأدوية إلى آلموت.

أمَّا آلوضع آلمأساوي للأسرة، الله يكون في عونهم، وآلمصاريف فهي عادة قائمة بوحدها ويمكن علاجها بألتعاون مع آلأسرة لتحمل مصيبتها. أما آلغائب ما دام هو حّيٌّ فلا يحُّق لأيٍّ كان أن ينهيَ حياته، بل عليه أن يبذل جهده لِيحميها ويساعدها على آلتعافي و على آلأستمرار. حتى ولا آلمريض نفسُه يحُّق له أن يُنهي حياته ضِدَّ مشيئة آلله. لأن آلحياة هي مُلكُ آلله، هو أوجدها وهو يرعاها ويُنهيها. وقد حرَّمَ آلقتلَ كلّيًا :” لا تقتُلْ “.

تعليم آلكنيسة !  

أنا لا أقدر أن أنصَحك بحَلٍّ مُعَيَّن. لأني لا أقدر أن أُحَدِّدَ بدِقَّة حالة آلمريض نفسِه بشكل صحيح. أكتب لك فيما يلي تعليم آلكنيسة آلرسمي عن آلقتل آلرحيم ، أو خدمة آلحالات آلمستعصية. كما أنصحُك أن تتصِلَّ ، بواسطة كاهن رعيَّتِك، بمطران آلأبرشية ، ليطَّلع على حالة آلمريض، وهل ممكن إسعافُه، وكيف، ليُرشدوا إلى آلحَّل آلممكن.

ألأوتَنازيا، أو آلموت آلمُيَّسَر  ( كتاب : التعليم آلمسيحي للكنيسة آلكاثوليكية، 1997)   

“”  1:- رقم 2276. مَن تضاءَلَتْ حياتُهم، أو ضعُفَتْ، يقتضون إحترامًا خاصًّا. و آلأَشخاصُ آلمَرضى أو آلمُعاقون يجب مساعدَتُهم ليحيوا حياةً طبيعية قدر آلمُستطاع.

2:- رقم 2277. إنَّ آلأوتنازيا ، ألمُباشِرة، مهما كانت أسبابُها ووسائِلُها، تقومُ على وضع حَدٍّ لحياةِ أشخاصٍ مُعاقين، أو مرضى ، أو على شفير آلموت. وهي غيرُ مقبولة من آلجهة آلأخلاقية.

وهكذا فكلُّ عملٍ أو إِهمالٍ من شأنِه أن يُسَببَ بذاته، وبنِيَّةِ صاحِبِه، ألموتَ للقضاء على آلألم، هو قتلٌ يتعارَضُ بوجهٍ خطير وكرامةَ آلشخص آلبشري، وآحترامَ آللهِ آلحَّي، خالقِه. وآلخطأُ في آلتفكير، الذي قد يقعُ فيه آلإنسان عن حُسنِ نيَّة، لا يُغَيِّرُ طبيعةَ فعل آلقتل هذا، الذي يجب أبدًا حظرُه وإِقصاؤُه.

3:- رقم 2278. ألتَوَّقُفُ عن آلإجراءاتِ آلطبية المُكلِفة وآلخَطِرة وغير آلعادية، أو التي لا تتناسبُ وآلنتائجَ آلمرتقبَة، يُمكن أن يكون شرعِيًا. إِنَّهُ رفضُ ” آلتَعَّـنُتِ آلعلاجي”. فليست آلنيَّةُ عندئذٍ ألتسَبّبَ بآلموت، وإِنَّما آلقبولُ بآلعِجز عن آلحؤولِ دونه. ويجبُ أن يتَّخِذ آلمريضُ ألقرارَ إذا كانت له آلصلاحية وآلقدرة. وإِلاّ فمن لهم آلصلاحيةُ آلقانونية. على أن تُحترَمَ أبدًا إرادةُ آلمريض آلمعقولة ومصالحُه آلمشروعة.

4:- رقم 2279. لا يُمكن بوجهٍ شرعي ألتَوَّقفُ عن إعطاء آلمُساعدات آلواجبة عادةً لشخصٍ مريض، وإِن حُسِبَ مُشرِفًا على آلموت. وآستعمالُ آلمُسَّكنات لتخفيف آلام آلمُشرفِ على آلموت، وإِن كانَ فيها خطرُ تقصير أيّام ، يمكن أن يكون متوافِقًا مع آلكرامة آلبشرية، إِذا لم يكن آلموتُ مقصودًا، كغايةٍ أو كوسيلةٍ، وإِنَّما مُتَوَّقعًا ومُحتَمَلاً بكونه لا مهربَ منه. العلاجاتُ آلمُسَّكِنة هي صيغةٌ مُمَيَّزة للمَحَّبةِ آلنزيهة. وبناءًا على ذلك يجبُ تشجيعُها “”.