يُسجَـدُ له ويُـمَجَّد

أهلا وسهلا بالأخت بدرية هُما

ذكرت الأخت بدرية، تعقيبًا على مقالة ” نور من نور”، بأنَّ كلمات أخرى تنقص في نؤمن بالسورث، عن فقرة الروح القدس، ألا وهي :” يُسجَدُ لهُ ويُمَجَّد “.

بمجده العظيم !

خبرٌ صحيح. بل كلمات أخرى تظهرُ زائدةً أو ناقصة. فحيثُ نقول بالسورث :” سيأتي مرةً أخرى  ليدين الأحياء والأموات”، قال النصُّ العربي :” وايضًا سياتي* بمجده العظيم * ليدين الأحياء والأموات ،* الذي ليس لمُلكِه إنقضاء*“. والإضافات العربية غير واردة في النص الكلداني الرسمي، إنّما موجودة في النص اللاتيني الرسمي.

وعن فقرة الروح القدس جاءت في السورث كالآتي :” نؤمن بروحٍ قدسٍ واحد، روح الحَّق، الذي ينبثقُ من الآبِ وآلإبن ، روحًا مُحِييًّا “. بينما قال النصُّ العربي:” نؤمن بالروح القدس، الرَبِّ المُحيي ،  المنبثق من الآبِ والإبن ، ومع الآبِ والإبن * يُسجَدُ له ويُمَجَّد ، الناطق بالأنبياء*“. يتبع السورث النصَّ الكلداني. أمَّا الإضافات العربية فتبدو مأخوذة من النصِّ اللاتيني.

فآلنصُّ العربي لم يُتَرجم ، كما يبدو، من النص الكلداني الرسمي، بل تبَنَّوه جاهزًا من الكنيسة اللاتينية عن طريق الإرساليات الرهبانية المتواجدة في الشرق الأوسط. بينما حيثُ ساد السورث تُرجمَ النَّصُ مباشرةً من الكلداني وليس من العربي، لأنه لم يكن المؤمنون أصلاً يعرفون ولا يتحَدَّثون بالعربية. بدأ إستعمالُ العربية في الطقوس آلكنسية في المدن كالموصل ثم بغداد فالبصرة فكركوك.

وسببٌ آخر للآختلاف بين النصَ الكلداني واللاتيني هو أن الكنيسة الكلدانية تمَّسكت بالنصَّ الذي إعتقدته من تأليف مجمع نيقية الأول سنة 325م وآكتفت به بينما أضافت عليه الكنيسة اللاتينية فقراتٍ عقائدية أقَرَّتها الكنيسة بعده رسميًا دون فرض إدخالها الى قانون الأيمان الذي يتلى في القداس. هذا من جهة. ومن أخرى عزلة الكنيسة المشرقية (الكلدانية ) عن الكاثوليكية من سنة 485م والى سنة 1551م ، لحين عودة جزء منها الى الإتّحاد من جديد مع كنيسة روما، كان سبَبًا لأن تتفَرَّد بتنظيم عبادتِها بشكل مختلف. دون ان يَمَّسَ ذلك جوهر الأيمان.

إِغفِرْ لنا ذنوبَنا وخطايانا !

يشملُ الأختلافُ أيضًا صلاة ” أبانا الذي”. قال النَصُّ الكلداني والسورث :” إِغفِرْ لنا ذنوبَنا وخطايانا “، بينما يقول العربي :” إغفر لنا خطايانا ” فقط، تبَعًا للنَصِّ اللاتيني. أمَّا الأسبابُ فهي نفسُها. إنَّما ليس تبَعًا لمجمع نيقية. سببُ الإختلاف هو سوء إستعمال نص الأنجيل. لقد جاءَ النص في متى ولوقا (متى 6: 9-13؛ لو11: 2-4)، وفي كل ترجمات الكتاب المقدس ، كالآتي :” إِعفِنا عن ديوننا، كما نحن نعفو المديونين لنا”. طبعًا الدين بالمعنى الروحي أي الإهانات والمظالم، الشرور. لقد أذنبنا تجاه الله فلم نُمَجِّدّْه في سلوكنا بل أخطأنا إليه بعدم طاعةِ وصاياه. هذه ديوننا.

يوجد إختلافٌ في ختام الصلاة. إِنَّ نصَّ الترجمة الأولى للكتاب المقدس الى الكلدانية، التي  تدعى ” البسيطة – بْشيطتا ܦܫܝܼܛܬܵܐ “، ترتقي الى القرن الثاني الميلادي، قال:” …نجِّنا من الشّرير. لأنَّ لك آلمُلك والقُوَّة والتسبيح ، الى أبد الآبدين”. وهذا في نصِّ متى فقط. ويبدو أنَّ ذلك تأثير العبادة الطقسية في منطقة الشرق الأوسط بسبب الأصل اليهودي للمؤمنين في الأجيال الأولى. وتلك العبادة سبقت ترجمة البسيطة.

هذا آلأختلاف لا يضُّرُ بشيْ. لأنه تفسيرٌ فقط لعبارة ” ديوننا “. وإذ يرتقي إلى بدايات

 المسيحية، ودخل الأستعمال الطقسي اليومي بشكل مُكَثَّف، وقد تعَوَّدَ عليه المؤمنون، لم تنحرج الكنيسة في الحفاظ عليه. فأبقته في النصوص الرسمية للعبادة ، في النص الكلداني فالسورث رغم إختلافه عن النص العربي. وعليه أُبقِيَ على النَّص كما هو حتى في نص القداس المُجَدَّد من خمسة أعوام ، والمعمول به حاليًا.

والشيءُ بالشيءِ يُذكر. ليست الكنيسة الكلدانية الوحيدة بهذا النوع من تصَّرف. لا بُدَّ وقد تابع المؤمنون فضائية نور سات وآطّلع على برامجها والصلوات التي تبثها من خلال عبادتها المنقوله على الهواء. ففي أبانا الذي يُضيف البعض كلمة وأساءَ الينا كآلآتي : إغفر لنا ذنوبنا وخطايانا، كما نحن نغفر لمن أخطأ وأساءَ إلينا “. وفي السلام الملائكي يقول البعض :” مبارَكُ ثمرة بطنك سيدنا يسوع المسيح. أضافوا “سَيِّدنا … المسيح”، وهي أيضًا تعريفٌ لِـ ” يسوع ” وتكريم.