هل يتقــاعد الأســقف !

أهلا وسهلا بالأخ رمـزي هرمـزي.

كتب رمزي يقول : ” هل يوجد في الكنيسة قانون تُنهى بموجبه خدمة أسقف متواضع خدم الكنيسة 52 إثنتين وخمسين عاما ، بدون سبب ، وإلزامه أن يتركَ الكنيسة حيث عاشَ لأكثر من عشر سنوات “؟.

الأعفــاء عن الخدمة ! 

جاءَ في سفر العدد أنَّ اللاويين يدخلون الخدمة في خيمةِ الأجتماع في عمر 25 خمسٍ وعشرين سنة ، ويخرجون منها في عمر 50 خمسين سنة (عدد8: 23-25). وجاءَ في كتاب التعليم المسيحي للكنيسة، رقم 1583، بأنه يجوز لأنسان حظيَ برسامةٍ صحيحة أن ” يُعفى ” ، لأسباب ثقيلة ،من الواجبات والوظائف المرتبطة بالرسامة ، أو أن تُحَّرَمَ عليه ممارستها.

هذا يعني أنه حتى لو كان الكهنوتُ أبـديا فلا يُمحى ولا يُزال إلا إنه يمكن أن يتوقف كاهن أو أسقف عن خدمتِه لأسباب تُحَّددها الكنيسة. والعمرُ ÷و أحد أهم تلك الأسباب.

إعفــاءُ عقوبةٍ ، أو ، إعفـاء تكريم !

فقد يأتي الأعفاءُ إمَّا قصاصًا للأكليريكي بسبب سوء تصَّرف يسيءُ الى خدمتِه والى المؤمنين. مثلا إذا أفشى كاهن أو أسقف سرَّ الأعتراف في المنبر، أو مارٍس أعمالا تُحَّرمها الكنيسة على الأكليروس. أو قد يكون تكريما بسبب الشيخوخةِ مثلا أو لتكليفه بخدماتٍ زمنية إجتماعية أو عبادية لخير الكنيسة. وهذا الأعفاءُ ندعوه باللغة العامية ” التقاعد “.

التقأعد ..!

التقاعد لا يعني سحب الكهنوت من المرتَسَم. بل يعني فقط إعفاءُ الأكليريكي من كل خدمة و واجب إداري وراعوي رسمي وإعفائه من كل مسؤولية ليتمتع بباقي عمره في راحةٍ و هدوء بعد أن خدمَ كثيرا وفقدَ لياقته لذلك. وقد تقاعد البابا بندكتس تلقائيا ، مع أنه ليس ملزما بذلك لأنه شعر أنه لمْ يعُد قادرا على متابعة الخدمة وليتفرَّغ للصلاة إستعدادا للقاء الرب.

التعليم الكنسي بهذا الخصوص !

أصدرالمجمع الفاتيكاني الثاني سنة 1965 مرسوما عن” مهمة الأساقفة الرعائية في الكنيسة ” تطَّرقَ فيه الى موضوع ” تخلي الأساقفة عن وظائفهم ” ، جاء فيه : ” بما أن وظيفة الأساقفة الرعائية هي ذات أهمية كبيرة ومسؤولية خطيرة ، يُناشدُ المجمع بالحاح الأساقفة أصحاب الأبرشيات وغيرهم ، ممن يتساوون معهم شرعا ، أن يتخلوا عن وظيفتهم، إما من تلقاء أنفسهم ، أو بناءًا على دعوة من السلطة المختصّة ، إذا ما أصبحوا أقلَ صلاحيةُ للقيام بمهمتهم ، بسبب تقدمهم في السن، أو لعلة أخرى هامة. وعلى السلطة المختّصة ، إذا ما قبلت هذا التخلي ،أن تتدَّبر في توفير معيشةٍ مناسبة للأساقفة المتخلين ، وفي الأعتراف لهم بحقوقٍ خاصَّة ” (رقم 21).

وكذلك عن الكهنة جاءَ ما يلي :” الرعاةُ الذين يحولُ كبرُ سنهم ، أو أي سبب آخرخطير، دون قيامهم بوظيفتهم كما ينبغي وبوجهٍ مثمر، فإنهم مدعوون بإلحاح الى أن يتخلوا عن منصبهم من تلقاءِ أنفسهم أو بناءًا على دعوةِ الأسقف ، الذي يجب أن يوذَفرَ لهم جياة كريمة ” (رقم 31).

القوانين الكنسية والتقاعد !

إنَّ هذا التعليم لم ينتظر كثيرا حتى تحَّولَ الى قانون مُلزم ، وذلك منذ 1 /10/ 1991 بأمر من البابا القديس يوحنا بولس الثاني بموجب الأرادة الرسولية الصادرة في روما والمؤرخة 28/10/1990.

للأسـاقفة :

قانون رقم 210 / البند 1: ” يُطلبُ من الأسقف الأبرشي الذي أتَّـمَ الخامسة والسبعين من سّنه ، أو الذي أصبح لآعتلال صحته أو لأي سبب آخرخطير، أقَّلَ كفاية للقيام بوظيفتِه، أن يُقدمَ إستعفاءَه من الوظيفة “.

البند 2 : ” يُبَّلغُ استعفاءُ الأسقف الأبرشي من الوظيفة الى البطريرك، اذا تعَّلقَ الأمرُ بأسقفٍ أبرشي ضمن الرقعة البطريركية. في الحالات الأخرى يُبَّلغُ الأستعفاء الى الحبر الروماني مع إعلام البطريرك بها في أقرب وقت ممكن إذا كان الأسقف مرتبطا بكنيسة بطريركية.

البند 3 : ” لقبول الأستعفاء يحتاج البطريرك الى موافقة السينودس الدائم إلا إذا سبقت دعوةٌ الى الأستعغاء من قبل سينودس أساقفة تلك الكنيسة البطريركية”.

قانون رقم 211 / البند 1 : ” يحصلُ الأسقف الأبرشي الذي قبلت استقالته من وظيفته على لقب ” أسقف فخري” للأبرشية التي كان يسوسها. ويستطيع الأحتفاظ بمسكن له في تلك الأبرشية، إلا إذا دُبّرَ الأمرُ على وجه آخر في حالاتٍ معينة بسبب ظروفٍ خاصّة من قبل الكرسي الرسولي أو من قبل البطريرك بموافقة سينودس أساقفة الكنيسة البطريركية بالنسبة الى الأبرشيات الواقعة ضمن حدود رقعة الكنيسة البطريركية”.

البند 2 : على سينودس اساقفة الكنيسة البطريركية أو مجلس
الرؤساء الكنسيين أن يُعـنوا بتوفير معيشة لائقة وكريمة للأسقف
المتقاعد، مع عدم إغفال ما يقع على عاتق الأبرشية التي خدمها
من واجبٍ أولي “.

للكهـنة :

قانون رقم 297 / البند 1 : ” ينكَّفُ الخوري عن وظيفته بالأستعفاء الذي يقبله الأسقف الأبرشي ، أو بمرور الزمن المحَّدد، أو يالأقالة ، أو بالنقـل “.

البند 2 : ” عندما يُـتِّمُ الخوري السنة الخامسة والسبعين من عمره، يُطلبُ منه أن يُبَّلغَ إستعفاءَه من الوظيفة الى الأسقف الذي يقررُ قبولها أو تأخيرَها بعدَ النظر في جميع ظروفِ الشخص والمكان. وعلى الأسقف الأبرشي أن يُدَّبر للمستقيل المعيشة والمسكنَ اللأئقين بالنظر الى قواعد الشرع الخاص لكنيسته المستقّلة “.

القس بـول ربــان