عيد الصليب المقدس

14/ 9 أيلول من كل سنة

 تتلى علينا اليوم القراءات :  اش52: 13-53: 12 ؛ أع2: 14-36 1كور1: 18-31 ؛ لو24: 13-35

القـراءة : إشَعيا 52 – 13 – 53 : 12 :– نشيدُ عبد الرب. المسيح شَوَّهته الآلام و آحتقره البشر وأهانوه وأذّلوه وصلبوه. قبلها لفدائنا، والله رفعه ومَجَّدَه.

القـراءة البديلة : أعمال 2 : 14 – 36 :– يعلنُ مار بطرس في أولِّ خطابٍ له أنَّ يسوع الذي صلبه اليهود وأماتوه قام وهو المسيح الرَّب، وهم شهودٌ له.

الرسالة : 1 كورنثية 1 : 18 – 31 :– يُقارن بولس بين حكمِةِ الله وحكمة البشر. إعتبر الناسُ صليب يسوع عارًا وعثرةً بينما هو قوة حكمة الله  وخُبِّه.

الأنجـيل : لوقا 24 : 13 – 35 :– يقُصُّ لوقا ترائيَ يسوع لتلميذي عمّاوُس مُبَّينًا لهما أنَّ صليبَ آلامه كان طريقه الى المجد.

 لِنَقرَأْ كلام الله بخشوع ٍ وتقوى

الصلاة الطقسية

بدأت ترنيمة المجلس بقولها: ” هوذا الصليبُ الحَّي للمسيح يُسجدُ له في الأرضِ كلها ويُكَّرَمُ ، ويُعلن عيدُه في أقاصي المسكونة”. إنَّه عيد إكتشاف خشبة الصليب التي عليها سُمِّرَ جسدُ يسوع، ذلك بعد حوالي ثلاثمئة سنة من إلقائها في وادٍ تراكمت عليها بعده الأتربة والنفايات .إكتشفت القديسةُ هيلانة الصليبَ وأَخرجته ثمَّ رُفع بعدَه في كنيسة القيامة مدة أُسبوع لزيارة المؤمنين والسجود له. ذكرت الصلاة ظهور الصليب في السماء لقسطنطين الملك يُعلمُه أنه بقوة إيمانه بصليب الحَّق والبر، الذي إنتصر على عدُّو الأنسان و زارع الضلال والفساد، سيدحرُ أعداءَه البرابرة الوثنيين وينتصرُ على الشر. كما تروي كيفَ ميَّزوا بين صليبي اللصين وصليب يسوع الذي أَحيا مَّيِتًا. قالت الصلاة” حمل كهنة العلي صليب المسيح الحي وآستقبلته الجماهيرُ وهي تسَّبحُ بسعانين… وتصرخ مع أفواج الملائكة. قدّوسٌ قدوس قدوسٌ مُحيينا الذي خلَّصنا بصليبه. نسجدُ يا رب لعيد صليبك الذي أبهج الجهات الأربع له المجد”. هذا الصليب صارعرشًا لآبن الله، فحوَّله بسفك دمه عليه إلى شجرة الحياة يُحيي المائتين، و الحيَّة النحاسية التي رفعها موسى (عدد21: 7-9) وصارت تُشفي الملدوغين بالخطيئة هكذا يشفي الصليب المرضى بالخطيئة (يو3: 14-15؛ 1كور10: 9). هكذا قال المدراشُ ايضًا: ” وضع قسطنطين وهيلانة الصليبَ في الكنائس ليكون للشفاء”. وكَمَّلتها صلاة ثانية ” تشيعُ كثيرًا إغاثاتُه وتُدهشُ قوَّتُه. لأنه به نجونا من الموت والفساد الذي إستعبدَ جنسَنا، و آقتنى المائتون بآكتشافِه حياةً جديدة بلا فساد “.

الترانيم

1+ ترنيمة المزمور السابق :” يا يسوع، لا نخجلُ بصليبك بسبب قوَّتك الخفية الكامنة فيه.

     وإن كان الوثنيون واليهود يحتقرون بشارتَك، لكنَّهم لا بقدرون أبدًا أن يُبَّطلوا الحَّق. ها

     هما كلاهما معًا يُعلنون إنتصارَك : اليهود تبَدَّدوا وتعليمُ الوثنيين إضمحَّلَ. فيشهدان

     كلاهما على عظمة قوَّتك . يا رب “*.

2+ ترنيمة المزمور اللاحق :” أيُّها المسيح مُحيينا لقد غلبتَ الموتَ بألم الصليب الشديد. و

     أصبحتَ إنبعاثًا وبكرًا لقيامة الموتى، وصعدتَ بالمجد، وعلى عرش المجد يُكَّرمُك

     الكاروبين والسرافين. ومع الملائكة نُمَجِّدك، يا رب، نحن أيضًا ونقول : لك يركعُ ولكَ

     يسجدُ كلُّ ما في السماء وعلى الأرض. أيُّها المسيحُ مخَّلِصُنا “*.

3+ ترنيمة الرمش :” صليبُك مَلكَ في السماء. صليبُك مَلكَ على الأرض. وصليبُكَ كـلَّلَ

     الجموعَ، التي إعترفت بصليبِكَ “*.

·      الصليبُ الذي شوهدَ في السماء وتجَّلى بالرحمة للأرضيين. هوذا قد عظَّـمَ جنسنا الحقير. فرفعَه و وضَعَه في السماء “.

·      يُشبهُ الصليب المقدس، شجرة الحياةِ في الكنيسة. ثمارُها تنفعُ للأكل وأوراقُه تصلُح للشفاء “.

·      يُشبهُ صليبُ مُحيينا ما رفعه موسى في البرّية. ذاكَ أحيا العبرانيين وهذا كلَّ الكون”

4+ ترنيمة السهرة  ܫܲܒܲܚ. :” فوق الخشبةِ على الجلجلة رآكَ اللصُّ، أيُّها المسيحُ مُحيينا،

     وبعين الفكر الخفي نظَر بتمييز، فتذَكَّرَ آثامَه الخفية، وبدموعه عاد ليتوسَّلَ إليك بحسرة

     ، أنْ : يا ربّي مُخَّلصي وغافر الذنوب أُذكرني عندما تأتي في ملكوتك. ونحن كلُّنا نلجَأُ

     مع اللص الى الصليب أن يسترنا بأهدابه “*.

5+ ترنيمة الفجر :” ربَّنا يسوع، قبل صلبك كانت الخليقة كلُّها أسيرة كثرة الضلال ومنقادة

     للباطل. لكن منذ أن ملكَ صليبُك كَفَّ الضلالُ كليًّا وأشرق النور للخلائق ونحن كلنا

     نُمَّجِدك “*.

6+ ترنيمة القداس :” سرُّ الصليب يرُّنُ والخلائقُ كلُّها تفرح. لأنَّ الملكَ المسيح يُبَّشرُ به. و

     العالمُ كلُّه يتقَدَّس “*.

التعليم

قالت ترنيمةٌ :” ربَّنا يسوع نسجُدُ لصليبك الثمين، به خلَّصتَ طبيعَتنا* نسجدُ لرمز نصرِكَ يا مخَّلصَنا لأنك به أنقذتنا من الموت والفساد”. قد يتوَّهم القاريءُ الكريم أننا نسجد” للخشبة “التي على شكل صليب. بل نحن نسجد للذي ترَّبع على عرش الصليب وخَضَّبَه بدمه البار. للمسيح الذي قدَّس الصليبَ ورمزَه في البذل والتضحية من أجل الحَّق والمحبة. هكذا جاء في ترنيمة ” شَّباح” :” كلمَّا رأينا الصليب نسجُدُ به للمسيح، ونعترفُ بسيادته لأنَّه به صار الخلاصُ لجميعنا “.

أصبح الصليبُ رمزًا للمسيح : في حُبِّه العظيم. في قوَّته الفائقة. في غفرانه الفريد. في بذله وعطائه اللامحدود. في صموده في البر والحَّق دون منافس. إذا رأينا الصليب نرى المسيح . إذا قبَّلنا الصليب إنتعشنا بقبلة حب المسيح. إذا لبسناهُ إحتمينا بالمسيح وأحسسنا بدُفئِه و وِدِّه وعطفه. وإذا لمسناه نختبر حنانه ورحمته. فليس الصليب بالنسبة لنا ” خشَبَةً جامدة ” ، بل هو حياة تتدَّفق فينا ومجدٌ نفتخرُ بالذي عُلِّقَ عليه كما قال بولس :” أمَّا أنا فلن أُفاخرَ إلّا بصليب ربِّنا يسوع المسيح ” (غل6: 14).

لِنرْفَعْ مع الكنيسة هذه الطلبة :” أيُّها المسيح، الذي رَفعَ بمجدٍ عظيم وبهاءٍ مُشِّع صليبَه من الأرض، فأخجلَ مُبغضيه وأبهجَ الساجدين له بآكتشافِه : نطلب منك.  إرحمنا “.