ضحية بين الله والشيطان !

أهلا وسهلا بالأخ ننـو فـادي

سألَ الأخ ننـو : #@ لماذا نحن ضحية الصراع بين الله والشيطان #؟

توجد حروب بين البشر دَّوخت الناس وآلمتهم وترعبهم وتهَّددُ حنى وجودَهم. لكني لم أسمع ولا قرأتُ عن قيام حرب بين” الله والشيطان” !. ربما تعتقد أنَّ الإرهابيين الذين يدَّعون الحربَ بآسم الله يُجاهدون للدفاع عن حقوقه التي يسلبها أعوان ابليس؟. لا يا عزيزي. إطمأِن بأنَّ الله لو أرادَ أن يحارب الشيطان لما إحتاجَ الى البشربل يقدر أن يفنيهم بكلمة حتى من الوجود. لمَّا أشرفت عصابة اليهود لتمسك يسوع فكَّرَ بطرس أن يدافع عنه. بل إستَّل سيفًا وقطع أذن عبد رئيس الكهنة. وكان مُصّرا أن يمضي قُدُمًا فيقطع الرؤوس. لولا أوقفه يسوع قائلا :” إغمِد سيفَكَ…أستطيع أن أسأل أبي فيمُدَّني الساعةَ بأكثر من إثني عشرَ فيلقًا من الملائكة..”(متى26: 51-53). 12 فيلق ضد عصابة ” تحمل السيوف والعصي”!. ولو خرج عليه جيش من عشرة آلاف مدَّجج حتى بأمضى أسلحة نووية يقدر أن ” يبيدها الرب بنفس من فمِه، ويمحقها بضياءِ مجيئِه”(2تس2: 8).

يوم ثار ابليس وعملاؤُه ، وهم بعد ملائكة ، على الله ، كسرهم بكلمة وطردهم الى ظلمةِ العذاب. ولو أرادَ الله محاربتهم لأفناهم عندها. وعندها لم يكن لله غير الملائكة. أما الآن فله أيضا على الأرض ربوات الملايين من مؤمنين به يجلونه ويقاومون إغواءات الشيطان. فهل يحتاج اللهُ الى محاربين ومجاهدين لأجله ، وهو الذي منذ زمن موسى وصَّى الأنسانَ ألا يقتل؟. و أوصى أيضا تلاميذه حتى نهاية الزمن ألا يستعملوا العنف، قائلا:” لا تقاوموا الشّرير، أى ابليس، بالشر”(متى5: 39) ، مضيفا على فم رسوله ” بل أغلبوا الشر بالخير” ؟(رم12: 21). لا عنف في الله ولا كره ولا حقد ولا يعادي أحدًا ، حتى أعداءَه والناكرين وجودَه وحُّبه ، فلا حربَ في تصميمه ولا عقاب. بل تصميمه وتعليمه وسلوكه هو حُّبٌ في حُّبٍ في حُّب!، الى حدّ الغفران، لأنَّ ” اللهَ محَّبَة ٌ” (1يو4: 8).

إنَّ الشيطان يُحاربُ البشر والله يحميهم. لكن الله ولأنه خلقه حُّرا لا يمنعه من أن يُجَّربَ البشر. ولكنه سبقَ ونبَّه البشر ليحذروا دسائسه وفخاخه. هو أغوى الأنسان الأول ليُهلكه لكن الله لم يعاقب الأنسان، كما أراد الشيطان، بل عاقب الشيطان وعَّزى الأنسان وشجعه على الصمود واعدا إياهُ أن يُغَّلِبَه على الشيطان (تك3: 14-15). وقد نفَّذ وعده بأنه تجَّسد وصار إنسانًا وسحق رأس ابليس إذ كسر شوكة الخطيئة وحَّررالأنسان من قبضته. فليس الأنسان ” ضحية حرب بين الله والشيطان ” بل هو ضحية ُكبرياء الشيطان وحسده وحقده ضد الأنسان محاولا أن يتخَّلصَ منه معتقدًا أنه ينتقمُ بذلك لفشله وخسارتِه صداقة َالله. و الدليلُ على هذا هو آلام يسوع وصلبه بسبب تحريض الشيطان لليهود على قتله. ولم يعرفْ أنه بقتل المسيح يقضمُ ظهرَ سلطته الشخصية ويُدَّمر مملكته؟. فالشيطان يكره المسيح وكنيسته و” مضى يُحاربُ سائر أولادها الذين يحافظون على وصايا الله وعندهم شهادة المسيح” (رؤ 12: 17). وهذا لا يخيفهم لأنه كما صبر الله على الشيطان ملايين السنين يمكن للمسيحي أن يصبر على مصائب الدهر ثمار حرب ابليس عشرات السنين أو أكثر (رؤ13: 10؛ 14: 12).

القس بـول ربــان