شفيع الكنيسة والشيرا

أهلا وسهلا بالأخت ماسير فرح

كتبت ماسير فرح تسأل :” هل يوجد فرقٌ بين عيد شفيع الكنيسة وبين الشيرا؟. لأني أسمع وأَرى كُلَّما يصير عيد كنيسةٍ ما يُسَّمونه ” شيرا “!. إنَّما هذا الشيء فقط في شمال العراق. أمَّا في بغداد فيُسَّمونه ” عيد شفيع الكنيسة الفلانية ” ؟.

هل يوجد فرق ؟

نعم يوجد. وإِن كان عيدًا في كلِّ الأحوال، أي تذكارًا لأحد القديسين الذي بُنيَت الكنيسة على إِسمِه وخُصِّصَت لتكريمه، إلا إنَّ هناكَ تمييزًا بين حدثين : الأول روحي إيماني والثاني زمني وحِسِّي.

العيد : شفيع الكنيسة !

هذا أمرٌ يعودُ إلى الصلاة الطقسية. تحتفلُ الكنيسة وتُذَّكرُ المؤمنين بأحد القديسين الذين تُقَّدمُ حياتَه نموذَجًا لهم يقتدون بإيمانه وحياتِه أي أفعاله وأخلاقِه لينالوا رضى الله ويُمَّجِدوه. هذا القديس تخَّلقَ بأخلاقِ المسيح يسوع فمَجَّدَه الله وأظهرَ بمعجزاتٍ على يده أنَّه سلكَ درب القداسة المطلوبة من كلِّ مؤمن. وتُشَّجعُ بهذا المؤمنين على أنَّ القداسة ليست خيالاً بل حياةً يسلكها من يُحِّبُ الله، وليست عَصِّيةً على الأنسان بل ممكنة لأَّنها تقوم على أساس محَّبةِ الله والثبات فيها (يو14: 21؛ 15: 7-9). هذا ما تسعى الكنيسةُ إلى التذكير به والدعوة إليه من خلال الصلاة الطقسية والقداس، وتطلبُ صلاة القديس وعونه من أجل أبناءِ الرعية. فهو إِذًا فعلٌ إيماني وروحي تتوخى الكنيسة من خلاله تشجيع أبنائِها على سلوك درب القداسة.

العيد : الشــيرا !

أمَّا الشيرا فهو إحتفالُ شعبيٌ. هو مشاركة المؤمنين وتفعيل عبادتهم الطقسية بإبداء فرحهم وفخرهم وشكرهم لله على هذه النعمة التي يملكونها بشهادة حياة القديس وشفاعته. فبعد القداس ومقاسمة غذاء الرب بالتناول يتقاسمون غذاء المحَّبة بين أبناء الرعَّية والضيوف القادمين من القرى المجاورة، ثمَّ يُعَّبرون عن فرحهم وشكرهم بنشاطاتٍ شعبية من غناء أو رقصٍ أو مسرحيةٍ. أتذَّكر وأنا في بغداد سنة 1994م إحتفلَ ” المَركايى” بعيد شفيعهم ” مار أوراها” في كنيسة مار بطرس وبولس، في الميكانيك، وبعد القداس قضوا النهار بإقامة فعاليات ترفيهيةٍ في حوش الكنيسة. وذلك تعبيرًا عن فرحهم وتبجيلاً بشفيعهم وحمدًا لله على نعمته. بينما أتذكر أنَّ رعايا أُخرى إحتفلت بشيرا شفيعها بقضاء ليلة سهرة صلاة وترنيم مع رفع الطلبات الخاصّة قرب ضريح شفيعهم، مع فقرات ترفيهية بمشاركة تناول فواكه و شرب الشاي، يُكَّملونها بالأشتراك في قداس صباح العيد.

فالفرق : إنَّ للعيد جناحين : الكنسي العبادي والشعبي الترفيهي، لأنَّ الأنسان روحٌ وجسد.