رسالة الصلاة لشهر يونيو 2022

قلب يسوع مملؤة بالحب والرحمة العظيمة للبشر ظهر ذلك بقوة ووضوح وقت الامه على الصليب قال يسوع : “يا ابتِ اغفر لهم، لانهم لا يعلمون ما يفعلون” (لوقا 23 : 34). عندما كان يسوع معلقاً على الصليب ما كان ينظر بعينيه بقدر ما كان يحس بجوارحه بالجمهورالمحيط به، ومن خلال ذلك الجمهور كان يرى آلافاً لا حد لها من البشر، آلافاً من الخطاة والضعفاء والخائنين لحبه وهم يمرون امامه حاملين ما استطاعوا من الشوك والمطارق وحفنات المسامير. فما الصليب الا نتيجة الخطايا وما الاشواك والمسامير الا خطايا خونة الحب ونكران الجميل. ورغم ذلك فان يسوع لا يتوقف في محبته عند حد، لا بل نكاد نقول انه يحب بالاكثر اولئك الذين يحملون اليه مزيداً من الشوك والألم لانهم يحتاجونه بالاكثر، ولذلك نسمعه يصرخ من اعلى الصليب ومن اعماقه:

“يا ابتِ اغفر لهم لانهم لا يعلمون ما يفعلون”. ان هذه الصرخة تذكرنا اولاً بحب يسوع وسعة صدره، فهو يعرف ضعفنا، واننا لسنا ملائكة، وعندما نقترف الخطايا فلعلنا لا نعلم ما نفعل، ولذا فبحبه العظيم يغفر لنا، فكيف لا نمتنع والحالة هذه من اهانة ذلك الذي يبحث عن اعذار لزلاتنا؟ وكيف نشك في غفرانه ان عدنا اليه تائبين؟ وهذه الصرخة هي درس في المحبة للجميع دون تمييز، حتى للاعداء، فلقد علّم يسوع في حياته محبة الاعداء (متى 5 : 44) وها هو يعلن عن ذلك بينما يلفظ انفاسه الاخيرة، انه قمة الغفران والحب، وهذه الصرخة اخيرا هي دعوة لنا لاكتشاف اعماق حب يسوع ورحمته العظيمة التي تنبع من قلبه الاقدس.

من اهم العناصر لاستجابة صلواتنا، هي الصلاة المثالية التي علمنا اياها الرب يسوع، ان نصلي هكذا ” اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن ايضا للمذنبين الينا ” ( متى 6 /12) وحتى تكون صلواتنا مثالية، ومتناغمة في حياتنا قال معلمنا انه ان غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم ابوكم السماوي وان لم تغفروا

للناس زلاتهم لا يغفر لكم ابوكم السماوي زلاتكم ( متى 6 / 14 – 15) وحتى تفهم هذه الايات انها في سياق الصلاة ، وحتى لا يكون هناك أي التباس ، فقد عاود الرب يسوع الحديث قائلاً لهم ” ومتى قمتم تصلون فاغفروا ان كان لكم على احد شيء لكي يغفر لكم ابوكم الذي في السماوات … وان لم تغفروا لا يغفر ابوكم الذي في السماوات ايضاً زلاتكم ( مر 11 / 25- 26)

استشهد كثير من الاباء بكلام يسوع في عظاتهم وتعاليم الاخوة الرهبان قائلين”اترك قربانك على المذبح كما يقول الرب” واذهب اولاً واصطلح مع اخيك ( متى 5 /24) وبعد ذلك حينما تعود ستصلي بلا اضطراب .

قال احد الرهبان القديسين ” ان الذين يصلون وفي نفوسهم حزن وحقد وبغض ضد أخوتهم، يشبهون من يصب ماء في دلو مثقوب .

لنصلي

ربى وألهى ومخلصى يسوع المسيح . كنز الرحمة ونبع الخلاص أتى إليك مقراً بذنوبى . أعترف بأنى بوقاحة تجاسرت ودنست هيكلك المقدس بخطاياي والأن الجىء إلى رحمتك وتحننك , لأن مراحمك لا تحصى وأنك لا ترد خاطئاً

أقبل إليك فها أنا يا رب معترفاً بأن أثامى قد طمت فوق رأسى كحمل ثقيل وقد فارقتنى قوتى . فلا تحجب وجهك عنى لئلا أرتاع ولا توبخنى بغضبك ولا تؤدبنى بغيظك .

لا تحاكمنى بحسب أستحقاقي إرحمنى يا رب فأنى ضعيف

. أذكر يا رب أنى عمل يديك وأرأف بى لا تدخل فى محاكمة مع عبدك لأنه لن يتبرر قدامك حى عُد وألبسنى حلة جديدة تليق لمجدك إغفر لى وسامحني لأترنم قائلاً : طوبى لمن غُفر إثمه . وسترت خطيته . أعترف لك بخطيتى ولا أكتم إثمى : قلت أعترف للرب بذنبى وأنك رفعت أثام خطيتى . أمين