تذكار قلب يسوع الأقدس

تـذكار قلب يسوع الأقـدس

تتلى علينا اليوم القراءات :  يش8: 18-29   ؛   تك13: 8-18   ؛   رم9: 30-10: 17  متى11: 25-30+يو19: 30-37

القـراءة : ايشوع 8 : 18 – 29 :– يُخبرُنا الكتاب كيف إنتصر ايشوع على مدينة عاي ودمَّرها فأحرقها، وقضى على أهلها وملكهم.

القـراءة البديلة : تكوين 13 : 8 – 18 :– وقع شجارٌ بين رُعاة لوط ورعاة إبراهيم. فآنعزلا عن بعضهم حِرصًا على المودَّة. أراد الله عزلَ إبراهيم ليُحَّققَ خطته.

الرسالة : رومية 9 : 30 – 10 : 17 :– يوَّضِحُ بولس أن الشريعةَ ليست هدفًا بذاتها. إنَّها وسيلةٌ فقط. الهدف هو الأيمان بالمسيح وسماعُ كلامه.

الأنجـيل : متى 11: 25 – 30 + يوحنا 19 : 30 – 37 :– يحمَدُ يسوع الآب لأنَّه كشفَ حقيقته للبسطاء والأبرياء الذين يقيسون الأُمور بمنظار الحَّق.

لِـنَقْـرَأْ كلام الله بتقوى ومحَّبة.

الصلاة الطقسية

قبل 122 عامًا، في 11/ 6/ 1899م، في مثل اليوم، كَرَّس البابا ليون الثالث عشر الأنسانية كُلَّها لقلب يسوع الأقدس في يوم عيده. وبعده قرر البابا بيوس العاشر التكرار السنوي لهذا التكريس. أكَّد البابا بيوس الحادي عشر رسميًا سنة 1928م أن العيد أُقيم تلبية لطلب يسوع نفسِه من القديسة مرغريت ماري ألاكوك (1647-1690) واعدًا أنَّ كلَّ من يُكَرِّمُ القلبَ الأقدس ينالُ بغزارةٍ نعمًا سماوية. كما كشفَ لها وعودَه الأثني عشر للمتعَبِّدين له. كتبَ تلك الوعودَ تاجرٌ أمريكي سنة 1882م في لوحاتٍ ونشرها في 238 لغة. لكنه كان قد حَوَّر في نصِّها. فقام الكردينال أدولف بيرود سنة 1890 بنشرها في نَصِّها الأصلي. ورَدًّا على إعتراض بعض غير الكاثوليك على عبادة قلب يسوع كتب البابا بيوس الثاني عشر سنة 1956م، في الذكرى المئوية لتعميم عيد القلب الأقدس وصلاته الفرضية على الكنيسة الجامعة، من قبل البابا بيوس التاسع، بأن تكريم قلب يسوع ليس عبادة عضوٍ بشري بل هو لما إِمتلكه ” الشخصُ الألهي للكلمة الأزلية، وأنَّه صورةٌ رمزية لحُبِّه وشهادةٌ على خلاصنا “. هذا ناهيك عن أن يسوع هو نفسُه من طلبَه.

الترانيم

1+ ترنيمة المزمور السابق :” المجد لك يا يسوع ملكَنا الظافر، إِذ طهَّرتَ بالماءِ والدم

     اللذين جريا من جنبك عيوبَنا وغسلتَ جروحَنا وغفرتَ ذنوبَنا وأقمتَ ميتَـتَنا وسكبت

     رذاذ حنانك على جنسنا كلِّه “*.

2+ ترنيمة للمجلس :” إبنُ الأزلية المسيحُ سَيِّدُنا أحنى ذاتَه وآتَّضَعَ حذَّ الذل، الوجودُ الخفي

     الذي هو عالٍ وسامٍ أتى في نهاية الأزمنة وآفتقدنا بحنانِه. وأشرقَ نورُه على الخلائق

     المُعَتَّمَة بالخطيئة، وجعلنا بنعمتِه إخوةً، ونجَّى جنسَنا من الشِّرير، وأعطانا بحُبِّهِ غيرِ

     المحدود عربون حياةٍ جديدة. له المجد، ومعه لأبيه وللروح القدس الحمدُ الى الأبد “*.

3+ ترنيمة للمجلس :” أعطى الله للآباء الأولين، علامة السلام والفرح، قوسًا جميلًا كشفَ

     في الغيوم ألا يخافوا من ماء ذلك الطوفان. هكذا فتح رَبُّنا لنا قلبَه علامةَ الأمن والسلام

     . كي نتقَّوى به ولا نخافَ مكرَ العدو، الذي ينْصُبُ لنا كلَّ يوم ويريدُ في كلّ حين أن

     يُهلِكَنا. لنسأَلْ كلُّنا مراحمَه ألا يتركنا في يد الشّرير كارهِ جنسِنا “*.

4+ ترنيمة للمجلس :” كما أسقيتَ بني إسرائيل، الشعب الكافر، ماءًا من صخرةٍ وفَيَّحْتَ

     عطشهم هكذا شئتَ أن تفتحَ قلبكَ عوضَ الصَّوان نبعًا للحياة وتسقيَ قطيعَ رعِيَّتِكَ بدمك

     الثمين، فيفرحون بخلاصِك ويُسَّبحون “*.

5+ ترنيمة الفجر  :” يا رَبَّنا تنازلت في حُبِّكَ لعندنا. وتقَرَّبتَ ذبيحةً عوضَ كلِّنا “*.

6+ ترنيمة المذبح :” يا رَبَّنا تنازلتَ في حُبِّكَ وصِرتَ ذبيحةً عوضَ جنسِنا. فذاقَ جسدُك

     موت الزمن، وآشتريتَ خرافَكَ بدمك. كانوا يتوشحون ثوبَ الحزن. السماءُ والأرض

     عاينوا إهانتَك، إِذ تُزدرَى مع اللصوص. تبارَكَ موتُك الذي أحيا الجميع “*.

التعليم          

ركزت الترانيم وأجزاء الصلاة على أن قلب يسوع، المجروح برمح الضابط، أخرج للناس صورة حنانه ومحَبَّته العظيمة، عربونًا لحياة جديدة منَّ بها علينا، وعلامةَ سلامٍ في عدم عقابه للخطأة كما في الطوفان بل في فتح باب الغفران والأمان. هو الصخرة التي أروت عطش بني اسرائيل (خر17: 1-7؛ 1كور10: 4)، ويروي عطشنا بقلبه ويغَّذينا بحبه ودمه الثمين. حُبُّه العظيم حمله على التنازل عن مجده ليتجسَّد ويعيش معنا (في2: 6-8). حُبُّه العظيم دفعَه أن يقبل بموت العار ليُكَّفرعَنَّا ويشترينا من عبودية ابليس، ويُذبحَ على الصليب ويُغَّذينا بجسده ودمه. حُبُّه العظيم جعله يُؤَّسسُ سِرَّ القربان. وكما قالت ترنيمة أخرى:” تبارَك الصالحُ الذي جُرح قلبُه بحربة وبجرح جنبِه أدخلَنا الى الفردوس”. لقد نوَّهت ترنيمة السهرة، أنَّه جاءَ ليُضرم نار الحُب فقالت :” أيُّها المسيح الذي أتيتَ لتصُّبَ نار الحب أَلقِ حُبَّكَ في قلوبِنا الآن وإلى الأبد “.

لقد تحَدَّث كثيرون عن حب يسوع. فالقديس برنارد (+1153) قال: جرحُ قلبِ يسوع كشفَ لطفَ قلبه ومحبَتَّه لنا. والقديس بوناونتورا : مَن الذي لا يُحِبُّ جرحَ القلب؟. مَن الذي لا يُحِبُّه هو الذي أحَبَّ كثيرًا؟. فالفرنسيسكان والدومنيكان مارسوا عبادة قلب يسوع. ولكن تبقى مرغريت ماري ألاكوك هي رسولة تثبيت عبادة القلب الأقدس وآنتشارها مثل ما هي الآن. مرغريت راهبة فرنسية من رهبنة الزيارة للقديسة مريم. ظهر لها يسوع في رؤًى، أولاها في 27/ 12/ 1673م وآخرها في 16/ 6/ 1675م، قال فيها يسوع :” خذوا القلب الذي أحَبَّ الناس كثيرًا. وعوض العرفان بالجميل تلقيتُ من أغلب الناس فقط نكران الجميل “. وطلب منها ممارسة عبادة قلبه الأقدس، و أعطاها صيغة تلك العبادة وتقوم على بنود أساسية ثلاثة : التناول في الجمعة الأولى من كل شهر؛ إقامة ساعة مقدسة يوم الخميس عشية الجمعة الأولى؛ إقامةَ عيد للقلب الأقدس. ثبتت عبادة القلب الأقدس في عدة رهبانيات وأخويات وآنتشرت إلى أن ثَـبَّـتَتْ له الكنيسةُ عيدًا رسميًا مع صلاة فرضية خاصَّة في يوم الجمعة الثالثة بعد عيد حلول الروح القدس، حسب رغبة يسوع. كان ذلك سنة 1792م.