تأمل حول عيد آلميلاد

 أُبَشِّرُكم  بفرحٍ عظـيم، يكـون للعــالم كلِّهِ ، الـيومَ وُلِـدَ لكم المُخَّـلِّص. وهو آلمسيحُ الرب لو2: 10-20*.

هـذا هو آلعـيد : مُناسبَةُ فرح لسماع خبر يُريح

يُريحُ لا فقط كم إنسان، أو شعب مُعَيَّن محدود ، بل العالم كله. للخبرِ بُعدٌ كوني. ولماذا الفرح؟ لأنَّه جاءَ آلمخَّلِص.

الناس في ضيق. في ألم. البشرية كلُّها تتعَذَّبْ وتئِنُّ تحت وطأة الشرور وآلشدائد، وتتشَكَّى : من دَجَلٍ وغِشّ، من كُرهٍ وآحتيال، من حسَدٍ وطمع، من صراعات وحروب، من إرهابٍ وعُـنف، من تهديد وتشريد، من تجويعٍ وتهميش، من حقدٍ وآضطهاد، من أنانيةٍ وآحتكار، من سرقات وآغتصاب، من قـتلٍ وتدمير، من أمراضٍ و أوبئةٍ، من حوادثَ مؤلمة وكوارثَ مُدَّمرة.

كلُّ آلشعوب تُعاني. تتألم وتصرُخُ وتستنجد. ترجو وتطلبُ آلخلاصَ من هذه آلحال. تشتاقُ وترنو إلى عيشٍ هاديءٍ ورغيد، في أجواءٍ محَّبةٍ وإخـاء، وتعاونٍ وتضامن، وعدالةٍ وسلام وآستقرار. تُريد أن تنتهيَ جميعُ معاناتِها ، أن تخلُصَ منها وترتاح. وقد جاءَ من يقودُها في سبيل آلسلامة ويُخَّلِصُها من كلِّ أوجاعها، ويُوَّفر لها آلحياة الهنيئة التي يحلمُ بها كل احد.

من هو هذا آلمخلص ؟

الله الكلمة ، النور وآلحق، جاءَ لينيرَ كلَّ إنسان … جاءَ إلى بيتِه … فالكلمة صار إنسانًا وعاشَ بيننا فرأينا مجدَه … يو1: 1، 9، 14*

 هو في صورة الله… أخلى ذاتَه ، وآتَّخَذَ صورة آلعبدِ ، صارَ شبيهًا بالبشر ، و ظهر في صورة آلأنسان، تواضعَ وأطاعَ … فيلبي2: 6-8*

لم ترضَ بالذبائحَ وآلقرابين وآلمحرقات كفَّارةً عن الخطايا لكنَّك هيَّأتَ لي جسَدًا، فقلتُ : ها أنا أجيءُ يا الله لأعملَ بمشيئتِك … عب 10: 5-7 *

صلاة : 

+1+  مريـمُ من دون زواج   :  أَنجَبَتْ لنا إبنَ آلله  *

        جَبَلَ آلروحُ مِنْ جسمِها :  جَسَـدًا للإبن ِ آلمعـبود *

        فآلمسيحْ إبنُ آللهْ واحدْ   :  في طبيعَتينِ نَعْـبُدُهُ *

        مولودُ آلآبْ بلاهوتِهْ    :  منَ آلأزَلْ بلا آبْـتِـداءْ *

        مولودْ مريمْ بناسوتِهْ     :  في جسمٍ مُتّحِـدْ بآللهْ *

        فلا لاهوتُهْ منَ آلأُم      :  ولا ناسوتُهْ منَ آللهْ *

        يا رَّبْ نسجُـدْ للاهوتِك  :  وناسـوتِكْ دونَ آنقِسام *

ما هو آلخلاص ؟

+ ليس الخلاصُ بإبادة الأشرار وسَيِّدِهم ابليس وشياطينِه وعملائِه.

+ ليس آلخلاصُ بإزالةِ آلأوبئة وآلأمراض..

+ ليس آلخلاصُ بإطفاء آلبراكين أو منع آلفيضانات..

+ ليست هذه هيَ رأسُ البلية، وسببُ شقاء الناس.

++ السبب هو آلأنسان نفسُه. تصَّرفاته آلخاطئة وسلوكه آلشّاذ. الخطيئة !

++ تمَرَّدَ على الله ونصبَ نفسَه مكانه إلَهًا يتبعُ شهوات الجسد وراحته.

++ تصَّرفَ عكس ما كانت تتطلبه طبيعته. تكبَّر ورفضَ طاعة آلخالق.

++ وعليه أن يُغَّيَر سلوكه ، ويسمع آلحقَّ من آلمسيح، ويتبَعَه.

@ فجاءَ المسيحُ ليُصَحِّحَ هذا آلمسار آلخاطيء.

@ جاءَ ليُنَّورَ طريقنا الى الراحة بكشف حقيقة الله صانعنا ومشيئته.

@ كان طعامُه أن يعملَ بمشيئةِ آلله (يو4: 34). أعطانا آلمثل لنقتديَ به في سماع

     كلام الله.(يو13: 15). وإن فعلنا كُنّا كلُّنا مثله أبناء الله، وإخوة له.

أنا وُلِدتُ وجئتُ إلى آلعالم حتى أشهدَ للحَّق … يو18: 37*

ما جئتُ لأدينَ آلعالم ، بل لأُخَّلصَ آلعالم … يو12: 47؛ 3: 17*

أنا جئتُ لتكون لخرافي آلحياة، بل ملءُ آلحــياة … يو10: 10*

صلاة :

+2+  يا يسوع لمْ تَأتِ لتُبيدَ ابليسْ. لولا وجودُه لما لمِسنا حُبَّكَ ولا عرفنا رحمتَكَ.

        لمْ تأتٍ لتـوقِفَ آلشّـر.  لولاهُ لما عرفنا آلحّقَ ولا أحسَسْنا بخطر آلضلالْ.

        بل أتيتَ لتُخَّلِصَنا وتنشُلنا من سقطَتِـنا وتُنـصِرَنا على عـدّونا. فتحتَ لنا عينَـنا على

        بُـنُـوَّتِنا لكَ ، وقَـدْرِنا عنـدَكَ، ورغبتِـكَ في تمجيدِ جنسِنا. أردْتَنا صورةً لك وأبناءَ

        يتمتَّعون بخيراتك ونعيمك. شُكرًا لكَ يا رَّبْ على سخاءِ نعمتِكَ. لقد شفَيْتنا من

        جُرحِنا آلأول وهَـدَيتنا إلى سبيل آلتخَّلُص من أخطائِنا، وآلعودةِ إلى أحضانِك.

        شُكًرا يا رَّب على آلفرح الذي أوليتنا إِيّاهُ ، وآلرجاءِ الذي يسنُدُ جِهادَنا.

كيف يُخَّلِص ؟

خلاصُ آلناس في غفران خطاياهم … لو1: 77*

ستلدُ إبنًا ، تُسَّميه يسوع، لأنَّه يُخَّلِصُ شعبَه من خطاياهم ..متى1: 21*

ها هو حملُ الله الذي يرفعُ خطيئة آلعالم … يو1: 29 *

بعصيان آلأنسان على الله دخلت آلخطيئة الى آلعالم … رم5: 12 *

وأن يحُّلُ ملكوتُ الله في قلب آلأنسان … لو: 17: 21*

إسعوا أولا إلى ملكوت الله وبِرِّه … متى6: 33 *

توبوا فقد إقتربَ ملكوت الله  … متى4: 17 *

أثمروا ثمارًا تليقُ بآلتوبة .. ها هي الفأسُ على أصل آلشجر.. متى3: 10*

حُبُّ المال ( الخطيئة ) أصل كل شَّر … 1طيم6: 10 *

لا تقدرون أن تخدموا الله وآلمال …, متى6: 24 *

من يرتكبُ آلخطيئة هو عبدٌ للخطيئة … يو8: 34 *

صلاة :

+3+  يسوعْ نـورٌ أشـرَقْ لنا   :  دعا آلشُعوبْ إلى آلتـوبةْ *

        توبوا ، هَلُّموا وآساَلوا   :  الرحمةْ  إِذ  لكم مجــالْ*

        كلٌّ يترُكُ ما في قَـلبِهْ    :  وبـدّالةْ يطلُبْ عَـفْـوًا *

        إِسْمَعَ لنا وآستَـجِـبْـنا      :  يا مَن يُحِّبُ آلـتائـبينْ *

        ولا تُهْـمِـلْ دُعاءَنا        :  نُـقَـرِّبُهُ  بآنْسِــحاقْ *

        يا رَّبْ قد زادَ إِثْــمُنا     :  مُـدَّ لنا يَـدَ آلـرحمــةْ *

        صالِحًا حَمَـلْ وِزْرَنـا     :  إِغْـفِـرْ وآمْـحُ ذنـوبَـنا *

النتـيجة ؟

المجد لله في آلعُـلى * ! محبةُ الخالق وسماع كلامه واجبٌ يرضى عنه الله.

على آلأرض السلام *! يسودُ السلامُ وآلوئام ، وآلأمن وآلأستقرار وآلراحة ، بين الناس ، وتستقِّرُ آلأرض على آلأخاءِ عوض آلعِـداء.

الرجاءُ الصالح للناس *! تمجيدُ الله وطاعتُه، رجاءٌ لحَّل كلِّ خلاف، ولبناء أُسُسٍ متينة لضمان السعادة ، الآن وللأبـد. }>  لو2: 14*

*:* الله تجسَّد في شخص يسوع. مرَّ بنا. بل سكن بيننا ومعنا. ولا يزال. إنَّه” عمانوئيل” ، اللهُ معنا. مطلوب منا ان نتفاعل معه مثل آلرعاة ” فذهبوا مسرعين ليروه ويخدموه. و أخبروا بما حَدَّثهم آلملاك عنه “. ومثل الرسل: “فذهبوا يُبَّشرون في كل مكان” (مر16: 20)، شهادةً له (أع1: 8).  أَ لم نهمل ذلك كثيًرا ؟. قال مار أُغسطينوس:” أَخشى أن يمُرَّ الله ولا أنتبهَ إليه. إذا إمتلأتْ أُذُنُك بأصوات أخرى (لغير الملاك) فلن تسمع طَرْقَ يسوع. وإذا مالَ قلبُكَ إلى غير يسوع فلن تنتظرَه. وإذا قرعَ تنزعجُ منه. لن تفتح له.. فيَمُرُّ ولن تراه. يسوع بيننا كلَّ حين. لأنَّه من أجلنا وُلِد “.

وقال البابا فرنسيس :” الربُّ يأتي لزيارتنا. لا فقط في آلأعياد : ” الميلاد ، الفصح “. بل يزورنا كلَّ يوم في عمقِ قلوبِنا، إذا كُنّا في آنتظارِه. وكثيرًا ما لا ندرك أنَّ الربَّ يسوع قريبٌ. أنَّه يطرقُ بابَنا. ينتظر منا أن نسمح له أن يمُّرَ “!.

  • أمَّا مريم أُمُّ يسوع ” فكانت تحفظُ هذا كلَّه وتتأملُ به في قلبها “. هل نفعل مثلها ؟
  • أمَّا الرعاةُ فعادوا يُمَّجدون الله ويُسَّبحونه على كل ما سمعوا ورأوا “. لنَقْـتَدِ بهم !

صلاة :

+4+  يا رَّب إِننا حَقًّا فرحون بذكرى ميلادك. لا نعرفُ أن نعَّبرَ عن فرحنا لوجودك معنا. لا تؤاخِذنا على ضُعفِنا. نريد أن نُمَجِّدك مع آلملائكة كما نشتهيه وكما يليقُ بجلالك وبعظمة نعمتك. ليَتقَّدَسْ إسْمُكَ، وليتمَجَّدْ ذكُرُك. وليتبَارَك مجـيئُـك. وليَكن عيدُكَ لنا حافِزًا لنجتمعَ

حولك، متعَلِّقـين بحُّبِكَ، ومتشَّبِـثَين بنور تعليمِك، ومُجتهدين بنشر آياتِ حبِّكَ ورحمتكَ للناس. بارك يا رب أفراحنا. بارك ونّـوِّرْ كلَّ البشر ليعرفوا لطفك ويتدَفأوا بمحَّبتك وينالوا رحمتَك. ليَسُدْ سلامُك على آلأرض. ولينعمَ آلعالمُ برجاءِ خلاصِهِ. آمـين

عــيد مُـبارك للجميع