بكــاء التمــاثيل والصـور !

أهلا وسهلا بالأخ سـعد س اســحق.

لاحظ الأخ سعد الأحداث الأجتماعية العصرية وعاين فيها ما جلبَ إنتباهه وآستنكرَ إيمانه أن يهضمها ، فكتبَ : إنتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة بكاء التماثيل والصور لربنا يسوع وأمنا مريم في عنكاوا وأماكن أخرى… فتســاءَل :

هل علينا أن نصَّدقَ مثل هذه الأشياء ؟

هل هي حقيقة ويجب أن نؤمن بها أم لا ؟

هل هي حقيقـة ؟

أما أن تبكي التماثيل والصور فأنا لم أشاهد ذلك بعيني. ربما رأى غيري ذلك!. وأنا لم أسمع بأنه تأكد علميا بأنَّ ما ذرفه التمثال هو ” دموع حقيقية ” أم إصطناعية مُـ” فبركة”؟. بحد ذاتِه لا مانع من أنَّ صاحب التمثال يذرف، بمعجزةٍ الهية في ظرفٍ خاص وبرسالةٍ محَّددة، دموعا تشعر الأنسانية بمآسيها وآلامها داعية الى التقليل منها بتوبة وصلاة وتغيير مسلك. وقد حدث مثل ذلك في بولندا/ تشيستوكوفا حيث ذرفت صورة مريم السوداء دموعا وقد جمدت بعضها أو حفرت أثارًا تشبه قناتين على الصورة. حدث ذلك وتوقف. ظلت جثمان القديس شربل تنضح دما وماءًا قرابة قرن بعد موته بمعجزة الهية. إنَّ دمَ القديس جنارو محفوظ في زجاجة في نابولي/ايطاليا متيَّبسٌ، لكنه يفور ويسيل سنويا ثلاث مرات منها يوم عيده. وقد تم ذلك مؤَّخرا بحضور البابا فرنسيس عندما حمله بيده. والقديس مارجلينو حكى معه تمثال يسوع على الصليب وبعده مدَّ له المصلوب ذراعه اليمنى وآحتضنه فمات بين أحضانِه.

أمورٌ لا يُصَّدقها المنطق. ولكن لا يقدرأيضا أن ينكرَالواقع. فما يقالُ عن دموع التماثيل و الصور يحتاجُ فقط الى التأكُّد من : كيف يحدُث؟ ومتى ؟ وهل الدموع طبيعية أم تركيبية من مواد كيمياوية ؟. يوجد اليوم في العالم حركة تشويشية وتشويهية بهدف زعزعة الأيمان المستقيم وزرع البلبلة بين المؤمنين. فأفضل السبُل أن يهتم مطران المنطقة ويتحَّرى الأمر ويعطي بها التقرير العلمي, والكنيسة هي تقول إن كان الأمر صحيحا أم لآ؟ وهل يجب أن نؤمن بذلك أم لا؟

نصَّدق الأمر أم لا نصَّدقه ؟

ما دامَ لم تعطِ الكنيسة بعدُ قرارَها الرسمي كل إنسان هو حُّرٌ أن يُصَّدق الخبر أو يُكَّذبُه. والى أن تتخذ الكنيسة موقفها على من سمع بالخبر أن يحاولَ فيتأكَّدَ من صحتِه أو زورِه. وحتى لو كان واقعا صحيحا ليس مُلزمًا أن يؤمن به الى أن تطلبُ الكنيسة ذلك. والكنيسة ليس الكاهن أو حتى المطران وحده بل السلطة العليا التي تثبت هذه الأمور أو تكَّذبُها. الى ذلك الحين يتخذ المرءُ الموقفَ الذي يعتقدُه صحيحًا.

أما الآية أع17: 29 من سفر الأعمال فلا علاقة لها بالأمر من قرب. يدور الحديثُ هنا عن أنّ المواد كالذهب أوالفضة او الحجر لا روح لها ولا حياة ولا يمكن أن تقارَن باللاهوت الذي ليس مادة بل حياة و وجودًا ذاتيا من الأزل قادرا على كل شيء. فمن يعبد تلك المواد هو إنسان جاهل ، ولن تصبح بإرادته آلهة حتى لو عبدها مليون سنة!.

القس بـول ربــان