الأحـد الأول للمـيلاد

تذكار قتل أطفال بيت لحم

تتلى علينا اليوم القراءات : تك21: 1-9؛ 1صم1: 19-28 غل4: 18-22+5: 1؛ متى2: 1-12

القـراءة : تكوين 21 : 1 – 9 :–  يولَد اسحق ألإبنُ الموعود. ثم ينشأُ خلافٌ حولَ تعَّدي إسماعيل على اسحق. سارة تطلبُ طردَ إسماعيل، ويُؤَّيدُ اللهُ رأيَها. وجودُه خطرٌ على العهدِ بإسحق.      

القـراءة البديلة : 1صموئيل 1 : 19 – 28 :– يُولَدُ صموئيلُ النبي، وبعدَ ثلاثة سنين تأخُذُه أمُّهُ الى الهيكل حيثُ يتَّربى ويحيا كمُكَّرَسٍ لله.

الرسالة : غلاطية 4 : 18 – 22+ 5 : 1 :– يُقدِّمُ مار بولس هاجرَ رمزًا للعهد القديم والعبوديةِ، بينما ترمُزُ سارة الى العهدِ الجديد والحُّرية. ونحنُ ابناءُ الحُرّية و الموعد بإسحق.  

الأنجيل : متى 2 : 1 – 12 :– يقُّصُ متى خبرَ قدومِ المجوس من المشرق والسُجودِ ليسوع، والهروبَ بيسوع الى مصر، ثم قتلَ هيرودس لأطفال بيتَ لحمَ.                          

                         لِنَقْرَأْ كلامَ الله بفخر ٍ وإيمان

الصلاة الطقسية

تًعَّيدُ الكنيسة تذكار قتل أطفال بيت لحم في 27/ 12. أمَّا الأحد هذا الأول للميلاد فيُرَّكِزُ على وحدة المسيح كشخص رغم إمتلاكه الطبيعتين الألهية والأنسانية. فهو شخص واحد لا يتجَزَّأُ. هو الأقنوم الألهي الذي بحُبِّه أخذ، كما قالت الترنيمة، “صورة  العبد”، الأنسان. إنَّه سَيِّدُ المجد من طرف أبيه، أمَّا بناسوتنا فهو يسوع من نسل إبراهيم. وبينما لَمَّحَتْ بعضُ الترانيم الى قتل أطفال بيت لحم إلا أن أغلبية فقرات الصلاة تذكر قدوم المجوس، ملوكٍ من المشرق، وتُحَدِّدُ بعضُها من فارس، مع تقديم عطاياهم ورموزها.

الترانيم الأربع

1+ ترنيمة الرمش : ” يا ربَّ الكل، بينما أنت في صورة الله أخذتَ بحبِّكَ صورة العبد. لم

     تخطفْ لاهوتَكَ ولا كَذَّبْتَ ناسوتَكَ. لكنك في كلتا الطبيعتين أنتَ حَـقًّا واحدٌ، بلا تجزئة.

     في العُلى أنت بلا أُمّ، كائنٌ من الآب. وفي الأسفل أنت بلا أَب، كائنٌ من الأُمّ. هكذا

     سبق وأعلنَ الأنبياء. وهكذا أيضًا بَشَّرَ الرسُلُ. وهكذا عَلَّمَ الآباءُ في الكنيسة. ليرحَمْنا

     اللهُ بصلواتِهم ويحفظْنا بأمانتهم ” *.

2+ ترنيمة السهرة : ” يا مُخَّلِصَنا، ألقى سببُ مجدِ عظمةِ مُعجزةِ يومِ ميلادِكَ الأهتمام الذي

     حدثَ بين جميع السماويين وجنس الأرضيين. ينظرُ الملائكةُ من فوق إلى الأسفل وهم

     مُنذهلون. ورأوا فيكَ نجمَ النور الذي ظهرتَ في يعقوب. والمجوسُ تطلَّعوا بلا قلق و  

     رأوا النجمَ هناك في بيتَ لحم. وآجتمعوا كُلُّهم برهبة في المغارة وهم يهَّللون رافعينَ

     لك المجد بأفواهٍ نورانية وشفاهٍ أرضية. ومعهم نُسَّبحُ لتَرحَمَنا بكثرةِ مراحمِ نعمتِكَ” *.  

3+ ترنيمة الفـجر  : ” وُلِد بالجسد من بيتِ داود المسيحُ مُحيينا، الذي أبهجَ ميلادُه الجميع.

     إنَّه سَيِّدُ المجد من أبيه، وبجسدِ ناسوتِنا هو يسوع من نسل إبراهيم ” *.

4+ ترنيمة القداس : ” يليقُ يارب، وينبغي أن نُسَبِّحَ رحمةَ نعمتِك، لأنَّك أعطيتَنا بحنانِكَ

     الأسرارَ المجيدة التي يشتهي الملائكةُ بخوفٍ أن يروها. أهَّلْتَنا بنعمتِك أن نرى كُلُّنا ،

     عندما نُقَّربُ لك الذبيحة الحَيَّة والمُقَدَّسَة، بوجهٍ مُشرقٍ مجدَ عظمتِك البهي، ونصرخَ

     أيضًا مع القُوَّات السماوية ونقول : قدوسٌ. قدوسٌ. قدوسٌ الله ” *.

التعليم  

سجّلت ترنيمة الرمش مُفارقاتٍ، خاصّة تبدو لأول وهلة كأنها متنافضة، وعديدة لا تتحَقَّقُ إلا في شخص المسيح : إلَـهٌ في صورةِ إنسان، وخالقٌ سّيِّدٌ في شكل عبد. لم يخطف يسوع أو يسرقْ لاهوته من الله، ولا إغتنمه في حربٍ مثل أباطرة الرومان، ولا إكتسبَه بمال كما كان اليهود يشترون الجنسية الرومانية (أع22: 18-19). ولم يستعلِ يسوع على ناسوته أو إحتقَرَهُ او نكره. ولم ينحرج في آمتلاكِ طبيعتين ولا إستعملها لمنفعة دنيوية. تصَّرُفُه كانَ طبيعِيًّا. يعمل آياتٍ يعجُز الناس الإتيان بها، ولا يقوى عليها غير الله : منها الشفاءات العجائبية وتكثير الخبز وإقامة الموتى وغُفران الخطايا. كما يأكل ويشرب وينام ويُصَّلي و يتألم وحتى يبكي ودون أن تكون غريبة عنه.

له بجانب هذا أطوارٌ غريبة بالنسبة الينا : كونه إِلَهًا لا أُمَّ له مع أنه ” إبنُ الله”!. فهو مولودٌ من الآب ـ اللاهوت ـ قبلَ كلِّ الدهور. وكونه إنسانًا لا أبَ له مع أنَّ أُمَّه امرأة متزوجة ليوسف (لو1: 27؛ متى1: 20-21)، بل هي عذاء بتول (لو1: 34). لم يُسمَعْ في التأريخ و لا حدث أنَّ بتولا تلد. إنَّه من نسلٍ ملوكي إلهي وإنساني من زرع داود ومن سلالة إبراهيم. وفي مولده تضافرت قِوى السماء في الفرح والتعييد والتبجيل والتهليل مع حكماءِ البشر كما ذكرت ترنيمة السهرة وترنيمة قانونا التي قالت :” بسبب مجدِ عظمةِ ميلادك، أيُّها المسيح مُخَّلِصنا، إجتمع الروحانيون والجسدانيون ودخلوا المغارة، ورفعوا كلُّهم، بصوتٍ واحد، المجدَ لسيادتك “. 

الصلاة

جاء في المدراش :” مجدًا للخفي ميلادُه جَلِّيٌ. مجدًا للملك عرشُه المذود. مجدًا للصبي سِراجُه النجمُ. مجدًا للختن خِدرُه الكهفُ. مجدًا للآبِ والأبن والروح القدس”. فالكنيسةُ ترفعُ المجد لمولود بيت لحم. وتدعو أبناءَها الى ضمِّ أصواتِهم الى صوتها في التبجيل والتمجيد و التسبيح. بميلاد المسيح نالت البشريةُ أعظم نعمةٍ هدّية ما منها جِزِّية. لقد أشرق نور الحقيقة وفاح عطرُ المحَّبة وتَقَدَّس روحُ الخدمة والعطاء. وكما قالت ترنيمة القداس : ” يتجاسر الملائكة ويشتهون أن يروا أسرار مجد نعمة المسيح”. كما قال الرب نفسُه :” أنبياءُ كثيرون وأبرار إشتهوا أن يروا أيامَه ويسمعوه ” (متى13: 17). فيليقُ بنا أن نبتهجَ، وينبغي لنا أن نُمَّجدَ رحمة نعمة الله لنا ونحمدَه مُهَّللين له : ” هَـلِّلـويا ! “.