الأحد السادس للرسل

تتلى علينا اليوم القراءات : اش2: 1-5   ؛   تث4: 1-10  ،  1كور10: 14-17، 31-33    لو13: 10-17

القـراءة : إشَعيا 2 : 1 – 5 :– يُشيرُالنبي الى زمن المسيح الذي يرُّدُ الأُممَ الى الأيمان .تنطلقُ البشارة من أورشليم ، يستَـتِّبُ السلام ، و يُنـبَـذُ الخَـونةُ.

القـراءة البديلة : تثنية 4 : 1 – 10 :– يدعو موسى الشعبَ الى سماع كلامِ الله و حِفظِه لأنَّ في ذلك حياتَه                              

الرسالة : 1 كورنثية 10 : 14 – 17،31 – 33 :– يدعو الرسول الى إعتبار كلِّ شيء بجوهره لا بمظهرِه وبنتائِجهِ لا بمبدئِيَتِه، مع نبذ الأنانيةِ وحُّبِ الذات.

الأنجـيل : لوقا 13 : 10 – 17 : — يشفي يسوع إمرأةً جعلها الشِّريرُ منحنيةَ الظهر. و كان اليومُ سبتًا فآعترض رئيسُ المجمع. بيَّن يسوع نفاقه ورياءَ القادة لأنَّهم يُنقذون حيواناتهم من الموت يوم السبت ويرفضون شفاء الأنسان فيه.  

 لِنَقْرَأْ كلامَ الله بشوقٍ وآنتباه

الصلاة الطقسية

أخطأَ الأنسانُ من أول فعلٍ له بآختيارهِ سبيلَ الحواس للحياة. لم يعرفْ خالقه على حقيقته. خدعه ابليس. وسلك ذلك الطريق زمانًا طويلا. أعاده الله الى معرفته بآختياره شعبًا هَذَّبَه و أراه عظمته وأُبُوَّته ومحَبَّته فعنايته. لكن الأنسان وقع في شِباكِ الزمن من حفرةِ الخيرات المادية الى كمين الجاه وإغراءات الشهوة فسقط في فخ الكبرياء والأنانية فشَوَّه صورة الله و رسمه في إطار شبيه بحياة الأنسان. قولبه في إطارالشريعة الحرفية مفرغا إِيّاها من الروح . توَّهم شعبُ الله بمعرفة إلَهِه، لكنه بالحقيقة لم يعرفه كما هو، لا في ذاته ولا في مشيئته (يو8: 19، 55). فتجَسَّد الله ليُعيدَ أمور شعبِه الى نصابها ويكشفَ حقيقة جوهر ذاته الألهية وينشر بواسطته الحقَّ في العالم كلِّه (يو18: 37). فعاش وعلَّم ودرَّب تلاميذ ونظَّم الكنيسة لمواصلة مهمته، بأُسلوبه، جيلا بعد جيل.

فمُهِمَّةُ الرسل إزاحة السِتارعن الخطأ وإعلان الحقيقة. وتلك هي رسالة الكنيسة مدى الدهر. فصلاة اليوم تستمِرُّ، تمَّشيًا مع فكرة السابوع، في التأكيد على أنَّ الرسلَ كشفوا للعالم حقيقة جوهر الله الثالوث وعن صُلْبِ مشيئته في خلاص الأنسان، في راحته ومجده. أعلنوا للناس عن ضلال ما يعتقدونه وسوء ما يفعلونه ودعوهم الى التوبة. وقد أفلحوا بذلك بقوة الروح الإلهي الذي يُعَّزيهم و يُقَّويهم ويرشدهم الى الحَّق، ويجري المعجزات على يدهم ليؤمن الناس بهم. شاركهم الله بحياته وسلطانه وتابع بواسطتهم عمله الخلاصي من : تعليم وتألُّم و أشفية ومعجزات. لقد عرفوا الله وآفتهموا ما هي مشيئته، فسمعوا كلامه ونفَّذوا وصيَّته، و نالوا بالتالي ما وعدهم الربُّ ، إرثَ الحياة الأبدية، فشاركهم خيراته الألهية في ملكوت الراحةِ والمجد. وهم صورة لكل مؤمن يقتدي بهم في الأندماج في حياة الله والتنسيق مع مشيئته في فضح دجل ابليس وغباوة أهل العالم، وفي نشر الحق تحت لواء الكنيسة وبقُوَّةِ الروح القدس، والرجاء بإكليل المجد (2طيم4: 8). 

الترانيم

1+ ترنيمة الرمش :” رَبَّنا يسوع، يا من أتممت الوعد الذي وعده الآب وثبَّتَه على يد

     تلاميذك القديسين. وهم نالوا موهبة الروح القدس فخرجوا وتلمذوا وعمَّدوا الشعوبَ و

     الأمم بلغّاتٍ مختلفة. فأعادوهم الى معرفة الله “*.  

2+ ترنيمة السهرة :” يا رب جازيتَ عدلاً بالفرح الرسلَ القديسين الذين آمنوا بك. سَلَّطتَ

     أحدَهم على مفاتيح الملكوت. وخطفتَ رفيقَه الى السماءِ الثالثة. وأتكَأْتَ الآخر يا رب

     على صدرك. وها هم الآن يتنعَّمون بالمجد في كنيسة القدس. فبصلاتهم حُنْ وترَّحم

     علينا “*.            

3+ ترنيمة الأنجيل :” يا ربَّ الكل أسألُك أن تتمَهَّلَ عليَّ كما فعلت مع التينة غير المثمرة.

     سُئِلتَ فترَحَّمتَ وتركتها. لئلا يُظهرني عدُّوي عديمُ الرحمة بلا ثمر أعطني يا رب أن

     أتوبَ. أطلبُ منك يا مُحِّبَ البشر ترَأَفْ على خيبتي وآرحمني “.

     ܫܲܒܲܚ. يا نفسي، قبل أن يأتيَ بغتةً سَيِّدُ الكل في سُخطِه ويُفزعَكِ ويأمرَ عليك في

     غضبِه كما فعل بالتينة التي لم تُثمر فتُقطَعين. إِغسلي ذاتَك بالتوبة ونَـقِّي آثامَكِ بالحزن  

     وآعطي ثمارًا تليق بالتوبة. لأنَّ الشجر إذا أُستُؤْصِلَ لا يقدر أن يحبل ويحمل ثمرًا.

     لهذا أتوَّسَلُ إليك يا رب أمهلني هذه السنة أيضًا . وآرحمني “*.

4+ ترنيمة القـداس :” لقد أصبحتُم بالعماد إِخوةً في المسيح. وشُركاءَ في سِرِّالموت والدفنة.

     أُهربوا من الكُّفار وآبتعِدوا من الوثنيين. لكي تكونوا شُركاءَ و ورثةَ الملكوت “*.

التعليم

بينما ركَزَّت ترنيمة قلتا على تنظيم البشارة بين الرسل وعلى تلبيتهم نداءَ الرب اليها واثقين بوعده أنه معهم، قالت غيرها أن الرب أقامَهم واعظين لسلطان سيادته، وأنَّهم أنقذوا الناس المسبيين من ابليس والموت وحرروهم من نير خدمة الإثم، إذ حاربوا مُستعبِدهم وآسترَّدوا مَنْ سباهم. أمَّا ترنيمة الأنجيل، الخاصّة بهذا السابوع والسابوعين التاليين، فتحدَّثتْ عن خبر الأنجيل عن” التينة غير المثمرة “، التي طلب لها الفلاّح خدمة سنة إضافية لعَّلها تُثمر وإلا فمصيرُها الإستئصال من جذورها. كلُّ شجر هو للثمر وإلا يُقطع ويُحرق. لأنَّه اذا لم ينفع فهو يؤذي، ” يُعَّطلُ الأرض”. مثله كلُّ انسان مخلوقٌ ليُؤَّديَ خدمة للأنسانية ويُمَّجدَ الله بذلك. فإذا لم يُؤَّدِ واجبَه ولم يفعل خيرًا فهو لا يمجد الله، ويسيءُ الى الناس. ونقل الرسول تعليم يسوع ” من لا يعمل لا يأكل” (2تس3: 10-14). والمسيحي الذي لا يسلك طريق الرب ولا يشهد له لا ينفع بل يسيءُ الى الكنيسة فتُبعِدُه عن حياتها، لئلا يسودَ خميرُ الشَّر و يُخَمِّرَ العجينَ كلَّه (1كور5: 4-6). لكنها تدعوه أولا وتنصحُه بالتوبة. وإذا لم يتجاوب معها عندئذٍ تتخَّلى عنه، وتقطعُه عن جسمها.

لنتأملْ حياتنا ولنفحصْ سلوكنا ونحاول أن نقتديَ بالرسل ونتفاعل مع دعوتنا المسيحية لكي نعطي الثمار التي يرجوها الله منا، وإذا أحسسنا أننا عقيمون لنُبادرْ ونُصلحْ سيرتنا ، قبل فواتِ الأوان، ونؤَّدِ الثمرَ، شهادةَ الحَّقِ المطلوبةَ منا.