الأحد الرابع للرسل

تتلى علينا اليوم القراءات : اش1: 2-6، 16-17؛  تث1: 16-33  1كور9: 16-19، 29 ؛ لو6: 12-17 ، 20-23

القـراءة : إشَعيا 1: 2 – 6، 16 – 17 :– يرفضُ اللهُ الذبائح والشَّرُ قائم. يُطالبُ بنقاوةِ القلبِ وآستقامةِ النيةِ والأفعال، مع إجراءِ العدلِ ورفع الظلم.

القـراءة البديلة : تثنية 1 : 16 – 33 :– يُبدي بنو إسرائيلَ قِلَّةَ الأيمان وطاعةِ الله. و رغمَ ذلك يُظهرُ موسى اللهَ مثلَ أبٍ يهتَّمُ بآبنِه ويحملُه بين ذراعيه.

الرسالة : 1 كورنثية 9: 16 – 19، 29 :– يعيشُ كلُّ واحدٍ من عملِه. وهكذا المُبَّشِرُ. البشارةُ واجبَةٌ، تُقَّيدُ الرسولَ تجاهَ الآخرين في حُرِيَّتِه و عملِه.  

الأنجـيل : لوقا 6 : 12 – 17، 20 – 23 :– يختارُ يسوع، من بين تلاميذه، إثني عشر رسولاً. ثم يخطب في الجماهير حوله ويُهَّنيءُ من يعيش القيَمَ الألهية من لُطفٍ وبِرٍّ وبذلٍ وثباتٍ في الحَّق لأنَّ أجرَها مجدُ السماء وراحتُها.      

لِنَقْرَأْ كلامَ الله بإيمانٍ وتقــوى

الصلاة الطقسية

قالت إحدى الصلوات :” تبارك المسيح الذي أرسل الروحَ القدس وهَذَّبَ خُدّامَه، فتلمذوا و عَمَّدوا جميعَ الشعوب بتعليمهم “. أخذ الرسلُ تعليمهم من المسيح، وتذكروه وآفتهموه بأنوار الروح القدس وأوصلوه كما قبلوه. أوصلوه أي تصَّرفوا على ضوء ذلك في قراراتهم وليس لا على شريعة العهد القديم، ولا على منطق أهل العالم ومبادئهم، ولا على رأيهم الشخصي أومصلحتهم. تُصِّرُ صلاة اليوم على أنَّ فكر الرسل وسلوكهم لا يستند الى المنطق الفلسفي بل إلى إيمانهم بالمسيح (1كور2: 5). فقالت صلاة قلتا :” بما ليس لهم حَّرروا الذين لهم من العبودية: و سَجّلوا لهم سندَ حرّيةِ الخالدين* أخذوا من الملك الروحاني سِلاحًا قوّيًا : به تمَّجدوا أمام الروحانيين والجسدانيين “. آمن الرسل بالمسيح وأدوا عنه شهادتهم. فالمسيحية مبنية على إيمانهم وشهادتهم، لا على علمهم وذكائهم أو حكمتهم. أكَّدت الصلاة على أنَّهم كانوا أصلاً بسطاء وصَيّادين جهلة وزَّعوا غنى الرب للناس. عرفوا بذلك أن يبقوا أمينينَ لتعليم المسيح ولسلوكه ولتوصياته ولتنظيمه. أيَّدت ذلك ترنيمة أخرى قالت :” وضع الرسلُ العقيدة على صخرة الأيمان ، فبنوا وأسَّسوا كنائس هياكل طاهرة للاهوت”. هذه هي رسالة كلِّ من آمنَ بالمسيح أن يُقَدِّمَ للآخرين” المسيحَ” وليس ذاته أومنطقه البشري. لذا هَنَّأَتْ ترنيمة الأنجيل كلَّ من يتصَّرف هكذا فقالت: ” طوبى لمن دانَ نفسَه، ودان ذاتَه ولمْ يَدِنْ الآخرين. وغسلَ يديه ولم يصنع إثمًا فدخل وسجد للمسيح في هيكل قدسِه بوجهٍ مُشرق”.     

الترانيم

1+ ترنيمة الرمش :” يا رب، بينما كان جمعُ الرسل مُختفيًا خوفًا من اليهود ومن شغبهم،  

     نزلت على كلِّهم معًا، من السماء، موهبةُ الروح القُدس فأصبحوا مُبَّشرين في الجهات   

     الأربع للاهوتك وناسوتِك، وأعادوا، بقوة الفارقليط، الخليقةَ كلَّها عن الضلال. ونحن

     الذين إلْتجَأْنا الى نعمتِك ، نُمَّـجِدُك “*. 

2+ ترنيمة السهرة :” الرسلُ، الصخرةُ التي لا تتزعزع، بنوا بناءًا لا يَنهَدم، بالقُوَّةِ التي

     نالوها من سَيِّدِهم. إستَأصَلوا الوثنيةَ وبنوا الكنيسة. نِعِمَّ تلاميذ الحَّق لأنَّهم أسَّسوا وعَّلوا

     بناءَهم، وطرَّزوا هياكلَ للروح وبَنَوها في نفوسِ المؤمنين “*.

3+ ترنيمة الفجـر :” في شروقِ الفجر، يا رب، لك نُسَّبحُ لأنَّك أنتَ مخَّلِصُ جميع الخلائق.

     أَعطِنا بحنانك نهارًا مليئًا سلامًا، وأَقِمْ لنا غفران الخطايا “*.

4+ ترنيمة القداس :” أَيُّها الملك المسيح، يا من أنقذتَ ، بدمكَ الغالي ، الكنيسةَ المُقدَسة من

     الضلال هبنا بحنانك أن نستحِّقَ، في كلِّ حين، فنُكَّملَ مشيئتك، ونقَّربَ ببهاءٍ وقلبٍ نقيٍّ

     ، القربانَ للاهوتِك. ونرفع لك مع جموع الملائكة التسبِحَةَ بتقوى قائلين : قدّوسٌ قدّوسٌ

     قدّوسٌ أنتَ أيُّها الرَبُّ الإلَه مُخَّلصُنا “*.  

التعليم           

تابعَتْ فقراتُ الصلاة تنسجُ على نفس المَـنْـوَل. تُصِرُّ على بساطة الرسل وجهلهم كونهم صيادين تلقَّوا الكشف الألهي لحقيقة الوجود حتى، كما نوَّهت ترنيمة، إنذهلت الشعوبُ بما يسمعون عنهم ويكتشفون على أيديهم أسرارًا كانت خفية ولا يقدر أحدٌ أن يكتشفها من ذاته. ولآنَّ دعامةَ علمِهم وسلوكهم هي حكمةُ الله وقدرتُه لذا أثمرت شهادتُهم وأثَّرت في نفوس السامعين فآمنوا وآعتمدوا. وتجاوبُ الناس لكرازتهم بسخاء عزّاهم كثيرًا عن حزنهم لفراق معَّلمهم، ولاسيما عن الإضطهاد الذي لاقوه، فتحَمَّلوا عذاباتهم بفرح من أجله. أحَّسوا أنَّ  خدمتهم سَهَّلت لهم حياتهم. وعرفوا أن النعمة التي نالوها هي ليشركوا بها الناس. أفهَمَتْهم الألسنةُ النارية أنَّ وعدَ المسيح لهم تحَّقق، بأنَّ الروح سيتكلمُ في أفواههم. فوثقوا بنعمة الله وتفاعلوا معها مستسلمين لقيادة الروح، مؤمنين بإلهاماته وإيحاءاتِه.

وفي بشارتهم أرادوا أن يُلبسوا، لاسيما الذين آمنوا بالمسيح، نفسَ سلاح الروح، فيحترقوا مثلهم بنفس نارالنعمة الألهية ويتنقَّوا ويتثقَّفوا. فكما قالت ترنيمة السهرة :” بنوا بناءًا عظيمًا لا ينهدم. إستأصلوا الوثنية وبنوا الكنيسة… أسسوا وعَّلوا بناءَهم ، وطرَّزوا هياكل للروح و بنوها في نفوس المؤمنين”. الوثنية جهلت الله ورفضته أمَّا الكنيسة فعرفت الله وآستضافتْه فأحَّبته وعاش في قلوب بنيها، لأنَّ ” الرسل نظَّفوا الأرضَ التائهة في ضلال الأصنام و فلحوها بالأيمان زارعين فيها كلمة الحياة “. كملتها ترنيمة شوباحا فقالت :” كما في أتونٍ أدخلوا الجسد والنفس : وطهَّروهما من الوسخ البغيض للأثم المكروه * ومثل فاخوري نقَّوا الأواني الناطقة: وجددوها بالتوبة جاعلينها جبلةً جديدة “. دعوا الى التوبة كما فعل المسيح و وعدوا حياة جديدة في الروح (أع2: 38). وعمَّدوا بكلمة الله الحَّية الباقية للأبد (1بط1: 23-25). فبنوا حياة المؤمنين أيضا على صخرة الأيمان بالمسيح. وهكذا يستمِرُّ المسيح يعمل على يدهم كي يُخَّلصَ البشرية كلَّها.

تقول لنا الكنيسة :” تعالوا نُنشدُ المجد معًا مع أُلوفِ الكاروبيم وربوات السرافيم قائلين : كم أنتَ قُدّوسٌ أيُّها الكائنُ القدوس من أجل الموهبة الرفيعة التي أعطيتها لنا. لا يكفي فمنا لكي نُمَجِّدَك * فأعطِنا يا رب أن نُرَّنمَ لك قائلين : هللويا. هللويا “.