الأحد الثاني للرسل

تتلى علينا اليوم القراءات : أع4: 5-22؛ يؤ2: 15-26؛ 1كور5: 6-8 لو7: 36-50

القـراءة : أعمال 4 : 5 – 22 :– الرسلُ يُبَّشرون ويُجرون المعجزات، والناسُ تؤمنُ فيسجُنُهم اليهود، يُعَّذبونهم، يُهَّددونهم ويُنذرونهم بعدم التبشير، لكنَّ الرسلَ يُفَّضلون الطاعة لله، فقد أمرهم يسوع بالشهادة له، فيستمِرّون بالتبشير.

القـراءة البديلة : يوئيل 2 : 15 – 26 :– يدعو يوئيلُ الشعبَ الى التوبة والإستغفار و يعِدُه بخيراتِ الله على يد المسيح حتى إذا آمنوا يرتاحون ويتَـنَّعمون.

الرسالة : 1كورنثية 5 : 6 – 8 :– وقعَ حادثُ زِنًى بين أهل كورنثية فيُوَّبِخُهم الرسولُ ويُطالبُهم بتطهير أنفسِهم من الخُبثِ والفساد، وإزالةِ الشَّرِ من بينِهم.

الأنجـيل : لوقا 7 : 36 – 50:– يذكرُ لوقا فريّسيًا دعا يسوع الى الطعام عنده. أتت خاطئة مؤمنة بيسوع وتابت على أقدامه. ظَّن به سمعانُ سوءًا. دانه يسوع من فكره وسلوكه، وبيَّن أنَّه الله إذ عرفَ الخاطئة فقَدَّرايمانها ومحَبَّتها وتوبتها.

 

 لِنَقْرَأْ كلامُ الله بإيمانٍ وتقـوًى

الصلاة الطقسية

أعلن يسوع للرسل أن الروح القُدُس سيشهد له (يو15: 26) مُؤَّيدًا كلَّ ما عمله هو ، ناقلًا كلامه وعمله ومُعلنًا الحقيقة عبر الأجيال (يو16: 13-16)، مُذَّكرًا بتعليمه ومُفَّسرًا له (يو 14: 26 ). رسالة يسوع لم تتوَّقف. عملُ الله لم ينتهِ. ومهِمَّةُ الروح القدس أن يتابع الخُطَّة الألهية فلا تُحرَمَ نعمةَ الخلاص الأجيالُ البشريةُ المتعاقبة. يُنَّظم الروحُ القدس ويُوَّجِهُ عملَ رسل كلِّ  زمان. فهو الحياة الألهية النابضة في الكنيسة : الكنيسة في وحدتها وجامعيتها و قداستها ورسوليتها. في تبشيرها وتعليمها وعبادتها، في إدارتها ومؤسساتها وجمعياتها، و حتى في آنقسامها ليُعيدَ لحمةَ أبنائها وسُداهم على نبع الحقيقة. فهو لا يزالُ يُرشدها الى ” الحَّق كلِّه “، ليعرفَ مسيحيو كلِّ زمان ما عرفه الرسل في زمانهم. لا بُدَّ من الشكوك و العثرات. الويلُ لمن على يدهم تأتي (متى18: 7). ذلك كي لا ينسوا ضُعفهم. ولا انَّ روح الله فيهم يُلهمهم الى سبيل النهوض والبناء (متى10: 19-20). وهكذا يشعرون بالحضورِ نفسِهِ وبالمحَبَّة نفسِها كما شعر مؤمنو الجيل الأول الذين إختبروا التعامل مع المسيح الحَّي في قلوبهم وتغَّلبوا بقوة توجيه الروح القدس على إختلافاتهم وآضطراباتِهم.

الترانيم

1+ ترنيمة الرمش :” يفعلُ الروحُ القدس بسُلطانِه ويعملُ كلَّ شيء. إنَّه يُجري النٌـبُوَّةَ ويُتَمِّمُ

     الكهنة بنعمتِه. فهو يقدر أن يمنحَ الحكمةَ للبُسطاءَ. وكشفَ أقانيمَ الله للصَيَّادينَ. وهو

     ضابطٌ بقوَّته جميع الأنظمة العجيبة للكنيسة. ابنُ الجوهر المجيد. ابنُ المجلس المسجود

     له، الآب وآبنهِ الوحيد. أيُّها الروحُ القُدس ، المجدُ لك “*.

2+ ترنيمة السهرة :” الآبُ والإبنُ والروحُ القدس ملكوتٌ واحدٌ أَغنَى الصَيَّادين والبُسَطاء

     من معرفةِ كنوز حكمته، حتى يُعَّلموا كلَّ الشعوب وكلَّ الطوائف، بمختلفِ لغاتِهم،

     معرفة الحَّق، بألسنة النار التي نالوها. أيُّها الروحُ القُدس سَيِّدَ الكل لتحفظ قُوَّتُكَ كنيستك

     المقدَّسة بلا أضرار”*.

3+ ترنيمة الفجـر :” في الفجر يسجُد الملائكة والناس بمجاميعهم مبتهجين بك يا سَيِّدَ الكل

     لأنَّك أنتَ تُدَّبرُ بحنانك الروحانيين والجسدانيين وتُهَّذبُنا نحن كلنا بمقالةِ فكرك الصافية”

4+ ترنيمة القداس :” الله الموجود قبل كلِّ شيء صنع بأمره الخليقة كلَّها. ونظَّمها بغزارة

     نعمته كي تُعَّرفَ هي به. فجعلَ جُزءًا منها مرئيًّا وجزءًا آخر عقلانيًّا. و ربطها كلَّها

     بالإنسان  لتُقِرَّ أنَّ خالِقَها واحدٌ، وأنَّه بِحُبِّهِ يُعَّرِفَ على ذاتِه “*.

التعليم   

قالت إحدى الترانيم أنَّ الله أرانا بالأنبياء طريق الوصايا، وبالرسل أشرق علينا نعمة الروح بها نجونا من الضلال. هذه النعمة نقلها الرسل الى أنحاءِ العالم وأشركوا بها جميعَ الشعوب . بينما قالت ترنيمة القداس أن الله أغزر نعمته على الخليقة، بإفاضة روحه على البشر وأنَّهُ نظَّمها لكي تُعَّرفَ الخليقة على الله، والذي دفعه حُبُّه ليُعَّرفَ بذاته عن طريق الخليقة مُمَّثـلةً بالأنسان، الذي هو جسدٌ مرئِيٌّ وروح خفِيَّة. وهذا الأنسان ملأَ الأرض وتغَّربَ أبناؤُه عن بعضِهم وآختلفوا حتى في لغة التواصل بينهم. وكلُّهم ينتظرون الخلاص لأنَّهم فقدوا السبيل الى بعضِهم بعد أن فقدوهُ إلى إلَهِهم. منذ تحَّدي الله في برج بابل فقدَ الناسُ لغة الإحترام و الحوار والتفاهم ، وتجاوز الأختلافات في الآراء والمصالح.

هنا أيضًا يأتي عملُ الروح االقدس ليوصلهم الى الله والى بعضهم. يوم حلَّ روحُ الله، في العليَّة، حَلَّ بشكل ألسنةٍ نارية على الرسل وعلى من كان معهم من تلاميذ المسيح الأوائل” نحو مئةٍ و عشرين” (أع1: 15)، وبدأوا ينطقون بلغات غريبة. فتقاطرت جماهيرٌ من سبعَ عشرةَ أُمَّة ولغة حول العُلّية تستجلي الأمرَ الغريبَ. إزدادتْ حيرتُهم لمَّا صاروا يسمعونهم كلُّ واحدٍ بلغته الأصلية. فتحَ الروحُ طريق التفاهم بآستعمال لغة الله التي لا تختلف بل تُلَمْلمُ  كلَّ اللغات. إنها لغة الروح لغة معرفة الحَّق ورباط المحبة. نارُ الروح القدس ذوَّبتْ جليدَ التغَّرب عن البعض، وكشفَتْ لهم حقيقةَ جوهرِ الله وأصالةَ مشيئتِه بعيدًا، عن زيف تصَّور أهل العالم و قصر نظرهم وعجز لغتهم عن إيصال الحق. لقد شعرَ سكانُ البلدان الغريبة أنَّهم أصدقاءُ وأعِّزاءُ لأنَّهم في الله شعبٌ واحد، ولغتَهم الثقةُ والإطمئنانُ. صَدَتْ ردَّة شوباحا لهذا فقالت :” نادى السُريانُ على اليونان بلغتهم: فنزل الغضبُ وبطُلَ الرِجزُ فملكَ السلام”. بلغة الروح ” أعادَ الرسلُ الأُممَ عن الضلال للسجود لسيادته” كما قالت ردة قانونا.

إلى ” ميناء المسيح نلجَأُ كلُّنا. فبالروح القدس وجدنا الأمن والسلام”. وعليه دَعتْ ترنيمةٌ للمجلس الى الشكر والسجود قائلة :” تعالوا يا جميع الشعوبِ والأمم لنشكرَ ونسجدَ للملك المسيح الذي إختار من الصَيّادين رُسلاً معَّـلمين لحياة بني البشر. أرسل لهم عن محَبَّةٍ، من السماء، الروحَ القدس آلفارقليط. وصَيَّرَهم مُبَّشرين صادقين لأسراره المُقَدَّسة ليُعيدوا من الضلال الشعوبَ الجالسة في الظلام ” (لو1: 79).