الأحد الثاني لأيليا

تتلى علينا اليوم القراءات : اش30: 15-22 ؛  تث7: 7-11 ؛ 2تس2: 15-3: 5 متى13: 1-8  

القـراءة : إشَعْيا 30 : 15 – 22 :– لمَّا عصا الشعبُ اللهَ ذُلَّ وتأَّلم. ولمَّا أطاعَ نعِمَ بالخير والأستقرار. يُذَكِّرُه النبي بذلك ويدعوه الى التوبة والطاعة.  

القـراءة البديلة : تثنية 7 : 7 – 11 :– يبقى اللهُ وفِّيًا لشعبِه، أمينًا لكلمته وعهدِه. لا لأنَّ الشعبَ مُطيعٌ أو قوِّيٌ أو كبيرٌ، بل لأنَّ اللهَ إختارَه وأَحَّبَه كإِبنِه.

الرسالة : 2 تسالونيكي 2 : 15 – 3 : 5 :– يحُّثُ الرسولُ على الثبات في الأيمان و الصلاة، ويدعوهم الى مُقاطعةِ المُخالفين لشريعةِ المسيح.

الأنجـيل : متى 13 : 1 – 8 :– يُعَّلمُ يسوع بأمثال، منها مثل الزرع. لا يفهمُ الشعبُ  مغزاها. أمَّا الرسُلُ فيُفَّسِرُها لهم يسوع ويُهَّنِئُهم على ذلك.

لِنَقْرَأْ كلامَ الله بحُّبٍ وآحترام

الصلاة الطقسية

رهبةُ الدينونةِ هي في عُزلةِ المائت. أمامه الدَّيان، وهو لن يُخالفَ حُكمَ ميزانِ العدل. وخلفَه عدُّوهُ محامي الشَّر يشتكي عليه مُضيفًا إلى حمله ثقلَ ما يكون قد نسيه. لا أحد يُدافعُ عنه.  لا أحد يرحمُه. ولا أحدَ يكفلُه. ولا ندامةٌ تُجدي. عزلتُه رهيبة ومأساوية. حتى نفسُه لا يقدر أن يُغَّير. يطلبُ رحمة الله. لقد فات أوانها. لقد رحمه الله كثيرًا. علمَّه، ارشده، نبَّهه، حذَّره، عفا عنه كثيرًا، وأطال في عمرِه ” لعَّلَه يتوب”!. فعَلَّمَت الصلاة، ترنيمةُ المجلس، أن يتوبَ الآن وهو في حياة الزمن. علمته أن يلتجيء الى المسيح الذي وحدَه يحُّنُ عليه ويريد أن يُعِّدَه للملكوت من الآن، إذا إعترفَ بذنبه وآعتذر فكَّفرَ عنه، كما فعل لصُّ اليمين. لا أحد يقدر أن يُساعدَه غيرُ المسيح. يسوع طالب بالتوبة، بعد أن تاب بآسمنا ليُعطينا المثل، وكَّفر عن خطايانا وطلب من الآب أن يغفرها لنا، وأرشدنا الى الباب الضيِّق، ونبَّهنا ألا نسمح للشوك أن يخنقنا بأفكار ابليس وإغراءاتِه، وبجاهِ العالم ودغدغات الجسد.                                                   نقلت ترنيمة للمجلس توبةَ خاطيءٍ، قالت:” يا رب إن أقمتَ عليَّ الدينونة لا أجدُ جوابًا ولا أعرفُ كيف أعتذر. فقد ظلمتُ فخالفتُ كلَّ وصاياك و صرتُ مَيِّتًا لكثرة خطاياي. إنشِلني بحنانك أيُّها الملك المسيح من بحر ذنوبي كما من القبر وآرحمني”. وحتى لا يقع المائتُ في هذا المأزق تُرشِدُه الكنيسة الى البابِ الضَّيق وهو الجهادُ من أجل الفضائل الألهية، أي الأيمان والرجاء والمحَّبة. وقد عبَّر عنها يسوع بالصلاة والصوم والصدقة. بالصلاة نتكلُ على الله ونرافقه على طريق القداسة. وفي الصوم نرجو بالحياة الأبدية ونحيا ونعمل من أجلها وهذا يُقَّوينا على تجربة التمَّسك بالعالم والجسد والخيرات الزمنية. وبالصدقة نُمارسُ محَبَّتَنا إزاءَ الآخرين ونهتَّمُ بخيرهم، لأنَّ محبتنا لله نختبرُها ونمارسُها حتمًا من خلال حبنا للقريب (1يو4: 20). وقد قالت ترنيمة قلتا :” إذا قرع مسكينٌ لا تقُلْ له ” الله يعطيك”. فهو يطلبُ أن يأخُذ لا أن يعلم أنَّ الربَّ يقيت * مُدَّ يمينَك للمسكين بقلبٍ نقي. والرَّب يُجازيك الواحد ثلاثين وستين ومائة “.       

الترانيم

1+ ترنيمة الرمش :” أيُّها المسيح فكرتُ بعرشِ دينونتك وصارت كلُّ أعضائي في خوفٍ 

     ورجفة. مَن سيساعدني أمام منبرك مِن العائلة ومن الناس. سيقفُ أحِّبائي كُلُّهم بعيدًا

     وأقربائي ينظرون إلَيَّ. أيُّها الدَيَّانُ العادل الرحوم حُنْ عليَّ حسب كثرة رحمتِك وليس

     حسب كثرة ذنوبي “*.   

2+ ترنيمة المجلس :” يا رب سيقف الملائكة برهبة يوم حكم عدالتك المُخيف ويُقَرِّبون

     الناسَ الى محكمتك. وأيضًا تُفتحُ الكُتُب قدّامَك، وهناك تنجلي أيضًا الأعمالُ وتُفحصُ

     الأفكارُ وتنفضحُ. وفي أيِّ رعدةٍ أكون أنا الذي بالإثم حُبلَ بي وبالخطايا وُلِدتُ؟. من

     سيُنيرُ لي في الظلام، ومن يُطفيءُ عنّي اللهيب، غيرُكَ أنتَ يا سَيِّدَ الكل؟. فآلتفِتْ إلَيَّ

     الآن وآرحمني أنتَ يا راحمَ البشر”*.

3+ ترنيمة الفجر :” في الفجر الذي أعظم من كل فجر نُقَدّسُ هناك : إنَّه آتٍ ولا يتأَّخر

     ويُقيمُنا “*.

4+ ترنيمة الأنجيل :” تعليم يسوع هو زرع الحَّق. إعتلتْ الأشواكُ فخنقته, ومن رخاوةِ

     الفلاحين صارت الحقولُ مَداسًا. نعسَ الرُعاةُ وناموا، والذئابُ أفسدت كما شاءَتْ. إِذ لا

     يوجدُ راعٍ يقفُ في وجهها “*.   

5+ ترنيمة للجمعة :” يا رب، كنت أُفَّكرُ في تجَّليك في الآخرة فذُعِرتُ من فزعه. لأنَّ

     الملائكة مضطربون لأَوامرك في جمع الزؤان من بين الحنطة ويُكمِّلون بالفعل ما

     كانوا توَّاقين إليه منذ البداية، ويلقون الأشرار في جهَّنم. والصالحون يرثون النعيم. وأنا        

     الذي إشتدت خيبتي أين أهرُبُ من حكمكَ؟. يا رب لا أكُن زؤانًا. ولأنّي ترَبَّيتُ

     بين الحنطة إحويني في مخازنك “*.

التعليم  

علمَّت الصلاة المؤمن أن يتذَلَّلَ أمام الله كما طلب الله من موسى أن يتذلل الشعبُ بالصوم (أح23: 26-32). وناشدت إحدى الصلوات الخاطيء بالتوبة كالآتي:” إسأل وتضَرَّع إلى طبيب كل الناس وآلتجِيء الى رحمته وقُلْ: كما برَّرت العشَّار لتذَللِـِه وطهَّرت الخاطئة لدموعها لي أنا أيضًا يا مُخَّلصي إِغْسِلْني بدموعي وبتذللي إشفِ رذائلي وآرحمني”. وقالت غيرها :” أمامك يا إلهي ألقي نفسي ومنك أسأل غفران الذنوب. لا ترُّد وجهك بكثرة نعمتك عن لحن توَّسلي. أنا أذنبتُ كإنسان، ترَّحم عليَّ كإلَه ونَجِّني من القضاء المخيف “. تُشَّجعُ الصلاة التائب أن ينبذ سيرته الزؤانية، ويسلك سبيل الحنطة حتى ينجو من الدينونة، وعندما “يموت، يكون موته في المسيح حتى يُخطف مع الأبرار والقديسين لمُلاقاة الرَّب في  الفضاء فيكون كلَّ حين مع الرب ” (1تس4: 16-17).