الأحد الثالث للقيامة

تتلى علينا اليوم القراءات : أع5: 34-42؛ إش56: 1-7 أف1: 1-10؛ يو14: 1-7

القـراءة : أعمال 5 : 34 – 42 :– يشهدُ الرسل لقيامة يسوع. يُضطَهَدون. ينوي القادةُ قتـلَهم، لكنَّهم يترَّيثون على نصيحة غمالائيل، ويكتفون بتعذيبِهم وتهديدِهم.

القـراءة البديلة : إشَعيا 56 : 1 – 7 :– زمنُ خلاصِ جميع الناس قد بلغ. لم يبقَ بعدُ غريب. يجمعُ اللهُ على يد المسيح كلَّ الأُمم في بيتِ صلاتِه.

الرسالة : أفسس 1 : 1 – 10 :–  لقد تبَّـنانا اللهُ بالمسيح فدعانا الى قداسةِ السيرة. و نقوى عليها بقُـوَّةِ الروح القُدس.

الأنجـيل : يوحنا 14 : 1 – 7 :– يُؤَّكدُ يسوع أنَّ فِـراقَه الجسدي خيرٌ لنا لأنَّه يُهَّييءُ لنا مكانًا. لكنَّه يبقى معنا ونشعرُ به عندما نعيشُ في الحَّق.

 لِنَقْرَأْ كلام اللهْ بتقوى وآنتباه

الصلاة الطقسية

تتأملُ الكنيسة قيامة المسيح وأبعادَها لتقطفَ ثمارَها فلا تخسرَ منها شيئًا. وصفت الصلاةُ الكنيسةَ – التلاميذ – بعد دفنة يسوع حيث يسود الحزن والقلق والحيرة واللامنطقُ لدى قادة اليهود، ثم بعد قيامته حيثُ الفرح والإنتعاشُ لدى التلاميذ مقابلَ دينونةِ أعداء المسيحْ بتشخيصِ ضعفِهم وتخَّبُطِهم في تصَّرفاتِهم الغير واعية. وسبقَ موقفَ الناس تفاعلُ الطبيعة مع الأحداث بينما كان يسوع على الصليبْ، كما ذكرت ترانيم للمجلس. فموتُ يسوعَ وبَعْثُهُ خبطَ الكونَ كلَّه ليُجَدِّدَه في فكره وسلوكه. حتى ابليس لم يفلت من نتائج الصلب والقيامة حتى وضعَتْ على لسانه ترنيمةٌ تقول: ” من هذا الذي عظُمَ سلطانُه حتى يبغي أن يرفع عني مهابتي؟. ألَعَّله هو الذي يُحاسبُني على الأموات”؟. خزيَ الأشرار، وآندحرَ الشِّريرُ وآنقلبَ حزن المؤمنين الى فرح وآنقلبت إنتكاستُهم الى نصرٍ وشجاعةٍ في التبشير.    

الترانيم

1+ ترنيمة الرمش : ” بعد دفنِكَ المُمَّجَد أقامَ الشعبُ الشِّريرُ الظالم حُرّاسًا يحرسون قبرَكَ.

     يا لهُ من شعبٍ غيرِ مؤمنٍ!. إنْ كانوا قد قتلوا ودَفنوا فلماذا يحرسون؟. وإن كان لأنهم

     خافوا منكَ فلماذا تجاسروا وصلبوك؟. إلّا إنَّ قيامتَكَ في اليوم الثالث هي أخجَلَتْ

     صالبيكَ، وأفرَحَتْ كنيستَكَ. فالمجدُ لك “*.         

2+ ترنيمة السهرة :” بعدَ قيامتِكَ المجيدة، كان بطرس يصيدُ أيضًا سَمَكًا، وقلتَ له، يا

     مُخَّلِصَنا، إرعَ حملانَ غنمي، إرعَ خرافي ونعاجي. لأنّي لأجلهم وقفتُ أمام بيلاطس.

     ولأجلهم بصقوا التفلةَ على وجهي. ولأجلهم تحَّملتُ صليبَ العار، وكنتُ ثلاثةَ أيَّامٍ في

     القبرِ. أنا الذي هو مُخَّلِصَ الناس ومُحِبَّهم “*.

3+ ترنيمة الفجـر :” الموتُ حزين والشيطانُ كئيب. والكنيسةُ تفرحُ بقيامةِ الإبن “*.

4+ ترنيمة القداس :” المسيح صُلِبَ وماتَ وقُبِرَ وقامَ وَآحتيا ملكًا للمجدِ عظيمًا. وصعِدَ الى

     السماء ومَلَكَ فوقَ الكلْ، ومُزمعٌ أن يأتيَ ليدينَ الأحياءَ والأموات “*.

التعليم  

قالت رَدَّةٌ لمزمور:” صُلبَ يسوع مثل الحيَّة التي صلبها موسى (يو3: 14؛ عدد21: 9): ليَشفيَ الناسَ من لدغاتِ الشياطين الطُغاة * عضَّتْ الشياطينُ ظُلمًا جنسَ البشر: وآبنُ البشرْ عُلِّقَ على الخشبة ليُحْييَ البشر”. وكيف أحياهم ؟. دفعَ عنهم ضريبة الخطيئة بالألم وبالدم. لكننا نؤمن أن الله لا يتألم ولا يموت ؟. مع ذلك يسوع تألم ومات ؟. هنا نسأل عن ايماننا بالمسيح يسوع ونبحثُ عن فكِّ اللُغز. وأتت صلاةُ ” قلتا ” لتقول :” إن كنتَ روحانيًّا ولكَ أجنحةٌ لتطير: طِرْ على الهواء وآنظُر ربَّك مُعَّلقًا على الخشبة “*. ومار بولس لا يترَدَّدُ في التأكيد على أن حكمة الله خفيَّة ولم ” يعرفها رؤساءُ هذا العالم. ولو عرفوها لما صَلبوا رَبَّ المجد ..أما نحن فقد كشفها الله لنا بالروح” (1كور2: 8-10).

تابعت الصلاة قولها :” إرفعْ عينيكَ وآبصِر الطبيعتين مصدوعةً : بدليل ذلك الصوت الذي صرخ ” إلهي إلهي لماذا تركتني” (متى27: 46). ويعني بذلك أن الألم والموت عملا في الطبيعة الأنسانية ليسوع. وقد ركَّز متى على ناسوت يسوع. بينما سيُكَّمل لوقا المشهد و يُسَّجل قول يسوع الآخر:” إِغْفِرْ لهم يا أبي لأنهم لا يعلمون ما يفعلون” (لو23: 34) مُشَّددًا على سلطان يسوع الألهي وعلى رحمته. هكذا ظلَّت الطبيعتان مُتّحِدَتين، رغم فَطْرِ بينها ، تُؤَّديان كلُّ واحدةٍ دورها. ولا ننسى أنَّ يسوع إن مات فبطبيعته البشرية. جسدُه المأخوذ من الترابْ عاد بالموت الى تراب القبر. بموته تغَّلبَ على الموت الذي بالخطيئة. ولكن شخص يسوع لم يمُت، لأنَّه القدوس الذي لم يعرف الخطيئة. وجسدُه تقَّدسَ بقداسته، لذا حتى عند عودته الى القبر، لكنه لم يُصِبْه الفسادْ كما قال المزمر: ” جسدي سيرقُد على رجاءٍ، لأنَّك لا تتركني في عالم الأموات ولا تدع قدوسَك يرى الفساد” (مز16: 8-11؛ أع2: 26-27). يسوع ” الله الكلمة ” (يو1: 1) لم يمُتْ في لاهوته. بقي حَيًّا حتى في القبر. لهذا سيصرُخ الروحُ بفم الملاك في وجه النساء :” لماذا تطلبنَ الحَّيَ بين الأموات”؟ (لو24: 5).

عَدَّدتْ ترنيمةُ القداس مراحل حياة يسوع الأخيرة من الصلب والى الصعود. لكنها لم تقفْ هنا. بل ختمتْ بالتأكيد على مجيئِه الثاني، عند نهايةِ العالم، لدينونةِ جميع الناس، الأحياء و الأموات، من آدم وإلى آخر إنسانٍ حَيٍّ وُلدَ على الأرض قبل وقوع النهاية. يقول مار بولس :” ويدينُ جميعَ الذين رفضوا أن يؤمنوا بالحَّق ورغبوا في الباطل” (2تس2: 12). لقد داننا في المسيح كما قالت ترنيمة:” ألا تعلمُ أنَّ إثمنا علَّقنا على الصليب، وجسارَتَنا جعلتنا نموت بلا رحمة؟. نحن لَحِقَنا عدلًا القضاءُ الأمرُ الخفي، وجازانا أُجرةً حسب ذنوبنا موتًا مهينًا”. و قيامةُ يسوع ضمانٌ لنا ولمن يسلكُ سبيلَ الحَّق والبر، لمن يتجَّنب الشر، ومن يتوبُ إذا أخطَأ. كما جاء في إحدى الترانيم :” أشرقَ من القبر ضياءٌ للخليقةِ كلِّها وأقامَ لبني البشر رجاءًا وخلاصًا و قيامةً وحياة “، خالدةً لا تنحَّلُ. فنحن محظوظون. وتدعونا الكنيسة لحمد الله وشكره قائلةً :” هلُّموا إخوتي  نرفعُ التمجيدَ للذي بموتِه قَوّانا على الموت. ونصرُخُ إليه كلُّنا بلا آنقطاع : يا سَيِّدَ الكل ، المجدُ لك “.