الأحد الثالث للصليب / السادس لأيليا

  أُنظر ملاحظة عيد الصليب

تتلى علينا اليوم القراءات  :  تث9: 13-22؛ اش26: 1-19  في4: 4-23 ؛ متى15: 21-39

القـراءة : تثنية 9 : 13 – 22 :–  أخطأَ الشعبُ وزاغَ عن الحق فنال عقابَه. ومن عبد الصنم مات. وآعتذر موسى عن تلك الخطيئة وكفَّرَ عنها بالصوم والأختلاء مع الله.

القـراءة البديلة : إشَعْيا 26 : 1 – 19 :–  نشيدُ النصر ودعوةٌ الى الصِدقِ والبر. إنَّ الصِدّيقين والأبرار يتمَتَّعون وحدَهم بالراحةِ والسلام، أمَّا المنافقون والأشرار فينالهم الخِزيُ والعار.

الرسالة : فيلبي 4 : 4 – 23 :–  يدعو الرسول الى الفرح الدائم في الرب وإلى السلوك المثالي اللائق بالمؤمنين، ويشكرُ إهتمام أهل فيلبي به وتعاونهم معه.

الأنجيل : متى 15 : 21 – 39 :–  بعد شفاء إبنة المرأة الكنعانية إستجابةً لأيمانها يجري يسوع شفاءًا جماعيًا، ثم يُكَّثرُ الخبز لأربعة آلاف شخص.

أخذ ، شكر، كسر، ناولَ  !

أفعالٌ ليست غريبةً عنَّا وصداها يرُّنُ في آذاننا ونُرَّدِدُها بلَّذةٍ وراحة في الكلدانية أو العربية. هكذا يقول الكاهن في القدّاس عند تلاوة نص العشاء الأخيرعند تأسيس سِرِّ القربان المُقَدَّس : ” في الليلة التي أُسلِمَ فيها أخذ { يسوع} خبزًا بيديه المقدَّسَتين، ورفعَ عينيهِ إليك أنت الإلَهُ الضابطُ الكل، شكر وباركَ وكسر وأعطى تلاميذَه قائلاً : خذوا كُلوا منهُ كلُّكم ” هذا هو جسدي” (متى 14: 19؛ مر6: 41؛ لو9: 16).

أوجه المقارنة والتشبيه !

تَمَّت مُعجزةُ تكثيرالخبز قربَ جبلٍ كما ذكرالنَّص وفي البِرَّية أي منطقة معزولة لا يسكنها بشر. آلاف الناس تلازمُ يسوع، ثلاثةَ أيَّام، دون تناول طعام. يُبدي يسوع تجاههم الشَفقةَ، بينما يُبدي الرسُلُ لومًا وتشَّكيًّا من تصَّرف يسوع. لو فتحنا سفرَ الخروج (16: 1-5) نرى مشهَدًا متشابِهًا. نقرأُ أنَّ الشعبَ كان في برَّيةِ سين، وعلى سفح جبل سيناء، وقد نفذَت مُؤُنُهم. بدأوا يتذَّمرون على موسى ويلومونه لأنَّهم في وضعٍ مُحرج ومُخطر. فيَرأَفُ اللهُ بهم ويقول :” الآن أُمطِرُ لهم خُبزًا من السماء”. كيفَ سيُشبعُ اللهُ هذا الشعبَ الذي يُعَّدُ بمئات الأُلوف؟. وكيف سيرحمُ يسوع الشعبَ وهو يربو على أربعة آلاف نسمة ؟. ” أُشفِقُ عليهم”!. يشعرُ يسوع بحالة الناس و حاجتهم. يحُّسُ بالخطر المُحدِقْ بهم. لا يُريدُ لهم السوء بل هو مُصَّمِمٌ على إنقاذِهم.

طلب اليهودُ مرَّةً آيةً من يسوع ليُصَّدقوه. ذكروا له أنَّ موسى أشبعَ الأُلوفَ بالمَّن : ” أنتَ ماذا تصنع؟. آباؤُنا أكلوا المَنَّ في البرّية” (يو6: 28-51)،” في العَشِّيةِ تأكلون لحمًا ، وفي الصباح تشبعون خُبزًا” (خر16: 8، 12). ردَّ يسوعُ عليهم أنَّ اللهَ هو الذي وفَّر الأكل لبني إسرائيل و ليس موسى،” هو ( المن ) الخبزُ الذي أعطاكم الرب” (خر16: 15؛ يو6: 33). أضافَ يسوع أنَّ آكلي المن هلكوا ولم يدخلوا أرضَ الميعاد. بينما هو سيُعطي للناس خُبزًا، إذا أكل منه أحدٌ لن يَهلكَ. لأنَّه هو وحدَه الخبزُ الحقيقي النازل من السماء، والذي يُعطيه هو الله و ليس البشر. ثم كشفَ يسوع لسامعيه أنَّ الخبز الذي يُعطيه هو” جسَدُه” الذي يبذلُه من أجل العالم.

لقد أجرى اللهُ معجزاتٍ تخُّصُ الخبز، وهو قوتُ الحياةِ الزمنية، منها ما جرى لأيليا في صرفت صيدا (1مل17: 6، 11-16)، ولأليشاع الذي أشبعَ مائة رجل بعشرين رغيفًا (2 مل4: 42-44). ويُقِرُّ الكتاب أنْ تَمَّ ذلك بأمر الله: ” لأنَّ الرَّبَ قال..” (1مل17: 14؛ 2مل 4: 43). أمَّا يسوع فهو الذي يقولُ ويأمُر. لهذا لم يتراجعْ عن كلامه عندما إعترضَ عليه اليهود أو الرسل لأنَّهم لم يفهموا كلامَه. وأصَّرَ يسوع أن تلك هي الحقيقة : إبنُ الله يبذلُ نفسَه عن البشر ويُعطيهم جسدَه لينالوا الحياة ولا يموتوا. كما يفعلُ الطائرُ الكركي الذي عند نفاذ الطعام وآشتداد الجوع يجرحُ جنبَه لتقتات فراخُه دمَه. لا يهمُّه إذا هو مات بقدر ما تُهِمُّهُ حياةُ فراخِه. هكذا يبدو أنَّ هذه الأحداث ، كما يُفَّسِرُها آباءُ الكنيسة، ومعجزة تكثير الخبز، ليست سوى تهيئةٍ للمؤمنين به لإدراك عمقِ سِرِّ الأوخارستيا وفيه يُذبحُ المسيح و يُوَّزَعُ قوتًا للمؤمنين الراغبين في الحياة الأبدية :” مَن أكلَ جسدي وشربَ دمي لهُ الحياةُ الأبدية ” (يو6: 54).

أخذ ، شكر، كسر، ناول !

أضعُ أولاً جدولاً بهذه الأفعال أمام القارئ اللبيب، كما أتت في نصوص العهد الجديد :–

1+ المعجزة الأولى

+ وأخذ الأرغفة.. ورفع عينيه..وبارك وكسر..وناول تلاميذه، والتلاميذ ..||متى14: 19.

+ فأخذ الأرغفة.. ورفع عينيه..وبارك وكسر..وأعطى تلاميذه ليناولوهم..||مر6: 41.

+ فأخذ الأرغفة.. ورفع عينيه..وبارك وكسر..وناول تلاميذه ليُقدموها..   || لو9: 16.

+ فأخذ الأرغفة.. وشكر ثم وَزَّعَ على الحاضرين بمقدار ما أرادوا…     || يو6: 11

2+ المعجزة الثانية

* متى15: 36:  أخذ الأرغفة.. وشكر وكسر وناول تلاميذه، وتلاميذه ناولوا الجموع. ||

* مر 8: 6    :  أخذ الأرغفة.. وشكر وكسر وأعطى تلاميذه ليقَّربوها إلى الجميع.    ||

3+ العشاء الأخير

+ أخذ يسوع خبزا وبارك وكسر وناول تلاميذه قائلا: خذوا كلوا، هذا جسدي <متى26: 26

+ أخذ يسوع خبزا وبارك وكسر وأعطى تلاميذه قائلا: خذوا كلوا هذا جسدي < مر14: 22

+ أخذ يسوع خبزا وشكر وكسره وناولهم وقال: هذا هو جسدي..إصنعوا هذا ..< لو22: 19

4+ يوم القيامة

أخذ خبزا وبارك وكسره وناولهما … فآنفتحت أَعيُنُهما                > لو24: 30

5+ مار بولس

في الليلة .. أخذ خبزا وشكر وكسر وقال: هذا هو جسدي              > 1كور11: 23-24

يبرز من هذا الجدول التماثُلُ الكلي : بين حدث المعجزة وبين تأسيس سر الأوخارستيا، وبين ليتُرْجِيَةِ المسيحيين الأوائل إذ نقل لنا مار بولس ما كان يجري في إجتماعات المؤمنين، يوم الرب أي الأحد (أع20: 7؛ 1كور16: 2)، عندما كانوا يكسرون الخبز بينهم في البيوت (أع2: 42-46)، وبين ما يعمله الكاهن اليوم على المذبح في القداس الألهي، وبأمر إلهي.

الله في صلب حياة الأنسان !

فالبادرة، في التكثير أو التقديس، أتت من يسوع : من الله. والهدف في كليهما ألا تخور قوى الناس وتضعفَ فيسقطوا في مسيرة الحياة. فخبزُ الرب، الألهي والروحي، هو الذي يسند هذه المسيرة ويُؤَّهلُ من يأكلُه للحياة الأبدية، الحياة مع الله. إنه خبزُ الرب وليس خبز البشر. إنَّه الرَّبُ نفسُه، نتناولُه بشكل القوت ليُحَّولَ حياتنا أيضًا الى حياتِه. يسوع يأخُذ المؤمنين بين يديه. يصقلُهم ويُغَّذيهم من فكره وروحه، أو روحانيتِه أي روح المحبة والتآخي والتضامن والتسامح. حياة المسيح نفسُه تنمو في المؤمن كما قال بولس :” حياتي هي المسيح”(في1: 21)،” لستُ أنا الذي يحيا بل المسيحُ يحيا فيَّ” (غل2: 20). يحيا لا بمعنى يتنَّفسُ ويتحَرَّك بل بمعنى يحيا المُتناولُ لجسدِ المسيح حياةَ الله ويعملُ أعماله. يُصَّورُ اللهَ في سيرته، أقواله وتصَّرفاتِه. يعيشُ البشر وكأنَّهم في برّية، في صحراء لا يقوون على توفير قوتهم للحياة الأبدية. إنَّهم بحاجة إلى فكر الله وقوَّته. ولا يحرمُهم الله من عونه. لقد وضع اللهُ حتى نفسَه في خدمة الأنسان ليضمن خلاصهم. وما سِرُّ القربان المقَّدَس سوى هذا الحضور الحَّي لله بين البشر ليلتجئوا إليه في كلِّ حين حتى لا تخور قِواهُم ولا يغوروا في الجهل والضُعف.

باركَ وشكر !:-  الله يُباركُ أعمال الأنسان. الخبز الذي يصنعه والخمر الذي يعصُرُه تدخل سياق إرادةِ الله وأمره : سيادة الكون وتسهيل الحياة، وآستغلال الخلائق كلُّها لأجل راحة الأنسان. وما يعمله الأنسان يُحَّوله الله الى جسد إبنه ودمه. والقوت البشري يُحَّوله الله الى قوتٍ الهي. إنَّ عمل الأنسان مُحتَرَمٌ ومقبولٌ ومقدَّس. فالأنسان يعملُ، يتحرَّك والله يُبارك عمله ويرُدُّه ذا فائدة لجسده ولروحه. أمَّا جسده هو، الذي أخذَه من الأنسان، فيكسرُه ويُحَّطمه في سبيل خدمته وخلاصه. كسره على صليب الفداء، كسره بالتقشُّف وبإماتتِه لأجل أن ينموَ الروح و ينتعشَ ويزدهر (رم8: 13).

ناول تلاميذه، وهم ناولوا الجموع !:-  يسوع يعطي القوت للرسل. وهم يوصِلونه الى البشرية جمعاء. الرسل إستلموا قوت الحياة من الرب يسوع، وآقتاتوا منه، أكلوا منه و وزَّعوه على أربعة آلاف واحد في جلسة واحدة. وسيُوَّزعونه، عبر الأجيال، على مليارات الناس في القداديس حيثُ يُحَّولون خبز الأنسان الى خبز الله ” النازل من السماء” ويُوفرونه لقوتِ الناس فيتغَّذوا من حياة الله. فالبشرية كلها مدعوةٌ الى الأرتفاع الى الله لتشاركه حياته وأعماله. مدعُوَّةٌ عن طريق الرسل/ الكنيسة. للكنيسة وحدَها عِلمُ توزيعِ حياةِ الله للناس عن طريق الأسرار الألهية. إصنعوا هذا لذكري، كما عملتُ أنا. تابعوا عملي ولا تترددوا فالرغيفُ الواحد ينقلبُ آلافًا إذا آمنتم بي وتبعتموني في طريق الروح، طريق المحبة والخدمة والبذل. رسالةٌ مقَدَّسة وسامية : نستلمُ من الله ونعطي للبشر، كما نأخذُ من البشر ونرفعه لله، حتى خطايانا، كما رفع يسوع إليه تعالى عينيه وقلبه وفكره، بل حُبَّه وبراءَته. ورفع البشرية كلها لله في ذبيحتِه.

خبز البنين والكلاب !

كان بين الجمهور مَن عندَهم فقط ” سبعة ” أرغفة وسمكات. وبعد ما أكل منه أربعة آلاف رجل ، عدا النساء والأطفال، جمعوا من الكِسَر التي وقعت على الأرض أو فضلت عن الآكلين أيضًا ” سبع” سلال. سبعة داخل الجماعة وسبعة خارجًا عنها. يُذَّكرنُا هذا بخبر المرأة الكنعانية التي طلبت شفاء إبنتها. ردَّ عليها يسوع : لا يليقُ أخذُ خبز النين وإلقائه لجِراء الكلاب. من عادة الناس أن يُلقوا فضلاتهم للكلاب التي تعيش حواليهم. وأمَّا لماذا لا يليق فلأنَّ يسوع قد أُرسِلَ للخراف الضّالة من شعب الله (متى15: 24-26). والخراف قصد بها يسوعُ الشعب اليهودي الضال فقد خرج عن طريق الله وأضاع الحق. أمَّا الكلاب فقد كان ذلك تعبيرًا يهوديًا عن الوثنيين الذين يسلكون طريق الأثم القذر، ويكذبون إذ يؤمنون بآلهةٍ من صنعهم. كان ردُّ يسوع بما يعني أنَّ الخلاصَ يأتي من اليهود، فلهم الخبزُ. لكن رد الوثنية بفم الكنعانية لم يكن أقَّلَ قُوَّةً ورجاء: جِراءُ الكلاب أيضًا تحيا، بقدرة الله، من فُتاتِ البنين، مما يشُّعُ عن إيمانهم. إنهم يشتركون في خلاص الله، حتى لو كان عن طريق اليهود. المهم أنَّ الخبز يكفي للكل، ويُوَّحد المؤمنين والوثنيين في نفس السلال. من سلال البنين جُمع الخبز بنفس الكمية لغير المؤمنين بالله. الله أبُ الكل. يريد الحياة للكل. لم يخلق مؤمنين وملحدين ولم يعزل بينهم. يسوع للكل فمن لازمَه وآشترك بأكل خبز معجزةِ التكثير أو القداس لا يُفَّرق بين ناس وناس.

سيقول يسوع عند تأسيسه القربان المقدس :” ..دم العهد الجديد يُراقُ من أجل جماعة كثيرة لغفران الخطايا “. إنَّه ينوي فعلاً فداء كل الناس وليس شعبًا مُحَدَّدًا دون بقية الشعوب. شمولية الخلاص بيسوع أمرٌ ثابتٌ لا شكَّ فيه (متى20: 28؛ يو6: 39). سيعترضُ اليهودُ المتنَّصِرون على بطرس لأنه دخل بيت قائد روماني وثني وعَمَّده مع أهله (أع10: 44..). لكن الردَّ كان أقوى من الأعتراض” إذا كان الله قد أنعمَ عليهم بمثل ما أنعم علينا لأنهم آمنوا … فمن أكون أنا لأحولَ بينهم وبين الله “؟ (أع10: 2-17). لقد وحَّد المسيح بين كل الناس (أف2: 11-22). و هذا سيكون دور” جسد المسيح” ، الخبز السماوي فيوَّحد كلَّ من يقتات منه. فسرُّ القربان سِّرُ وحدةِ البشرية وسبيلُها دون منازع للعيش في سلام ووئام. هذا ما أكَّده كتابُ ” الديداخى”ـ تعليم الرسل ـ فيقول:” كما كان هذا الخبز المكسور منثورًا فوق الجبال، ثم جُمعَ فصار واحدا، هكذا إجمع كنيستك من أقصاء الأرض الى مملكتك ” (جزء9، فقرة 3).

نأكلُ قوت الحياة الزمنية، المادي والروحي، من خُبز الحنطة الآتية من حقولٍ مُتعَدِّدَة، ومن بلادٍ مختلفة، وقد إختلطت مع بعضِها، فصارت خبزًا واحدًا يُقيتُ مليارات الناس ينتشرون في مدنٍ وبلدانٍ وقومياتٍ ولغاتٍ وجنسياتٍ مختلفة. هكذا يُوَّحدُ جسدُ المسيح كلَّ أجناسِ البشر في حياةٍ واحدة هي حياةُ أبناءِ الله. مثل القمح تشَتَّتَ شعبُ الله. صار:  بُلدانًا ولُغاتٍ وثقافاتٍ وحضاراتٍ وقومياتٍ وأديانًا وأحزابًا ..و..و. وطوائف وكنائس وخورناتٍ وأخوياتٍ ..و. ولن يُوَّحدَهم غيرُ المسيح، الراعي الألهي الصالح الذي يريدُ أن يحيا في كلِّ إنسان. ويُحَقِّقُ ذلك بواسطةِ سِرِّ      جسدِه حيث يحضرُ فكرًا وحياةً في كلِّ من يتناولُه. أما من لا يتناوله فلن يحظَ بالحياة الألهية بل يستمِرُّ يجتَّرُ فُتات فكر العالم وحياتِه و يعتزلُ الروح. أمَّا مَن يحيا مِن فكر المسيح وروحِه           سيُحِّبُ ويلتقي مع الآخر بلطفٍ وآهتمام و يخدمه، ويسامحه إذا أخطأَ، ويساعدُه إذا آحتاجَ إليه.

هكذا يمتاز سِرُّ القربان المقدس بتوحيد البشر في رعيَّةٍ واحدة سُداها الحَّقُ ولُحْمُها المحَّبة و هدفها الحياةُ الآمِنة والهنيئة يبنيها الجميع معًا. سبعةُ أرغِفةٍ تمَدَّدتْ فتوَّزعت فكفت الحاضرين ، بل فاضت لأنَّها مِنحةٌ آتية من نبع الله. ونبعُ الله غير محدود، لا ينضَبُ، يكفي البشرية كلَّها مدى الزمن و يفيض. إنَّه نبع المحَّبة والوجود. يصبحُ بآمتداده وآنتشاره غير المتناهي قادرًا على إنعاشِ مليارات المليارات من الناس الذين أنهكتهم الخطيئة. قادرًا على أن يجمع أُمَمَ العالم و يُوَّحدَ شعوبَها  في شعبٍ واحد، متحَّديًا كلِّ حدود ومنتصرًا على كل قوَّةٍ شِرّيرةٍ منافسة. يُصبح العالم كلُّه رعِّيةً واحدة يقودُها الراعي الصالح الواحد يسوعُ المسيح الفادي (يو10: 16).