الأحد الأول للبشارة

للعلم : إعتبارًا من هذا الأحد والى السعانين كانت تُستَعمل، في القداس، الأنافورة  المعروفة بـ” القداس الثاني” والمنسوبة الى الأسقف الملفان تيودور من المصيصة.

أما الآن فقد تقرر استعمال” القداس الثالث ” بصيغته المُؤَّوَنة، وبآسم ” القداس الثاني”، و المنسوب الى البطريرك  نسطوريوس، وكانَ مقررًا لأعياد الدنح، ويوحنا المعمدان، و ملافنة الكنيسة، وأربعاء الباعوثة وخميس الفصح. وخُصِّصَ للأعياد الكبرى فقط. يبدو أن قداس الرسل أدّي وماري يبقى للآحاد طوال السنة. خُصِّصَ هذا القداس سابقًا لعيد القيامة، الأكبر، بدءًا من سبت النور والى الأحد الأخير لتقديس الكنيسة. لم يُحَّدد الطقس الجديد ولم يذكر بالأسم أي هي الأعياد الكبرى. أمَّا القداس الثاني القديم فحاليًا قد أُهمِل.

تتلى علينا اليوم القراءات :   تك17: 1-7 ؛ اش42: 18 – 43: 13 أف5: 21-33+6: 1-4 ؛ لو1: 1-15

القـراءة : تكوين 17 : 1-7 – تُحَّدِثُنا عن العهد الذي أبرمَه اللهُ مع إبراهيم، وقِوامُه :  إختارَ اللهُ ابراهيمَ ليكون شعبًا يُولَد فيه المخَّلص الموعود، ويَعِدُه رعايةً و عونًا وبركةً مقابلَ أنْ يسمعَ ابراهيمُ ونسلُه كلامَ الله ويشُّعَ حولَه الحَّقِ والبِر.

القـراءة البديلة : إِشَعْيا 42 : 18 – 43 : 13 :– ليسَ اللهُ مَن جلبَ السوءَ لشعبِه. ولا نسِيَه. الشعبُ هو الذي أخطأَ إِذ عاشَ كأعمى وأطرَشْ ولم ينتبِهْ الى الله. وعدَه اللهُ، وهو يفي بوعدِه. لكنَّه يُطالبُ شعبَه أن يُصبحَ نورًا لخلاص الأمم.

الرسالة : أفسس 5 : 21 – 23 و33+ 6 : 1 – 4 :– يحُّثُ بولس المتزَّوجين على المحَّبة المتبادَلة والتفاهم والتكامُل في البر كما هو الأمرُ بين المسيح وكنيستِه.

الأنجـيل:  لوقا 1 : 1 – 15 :– يُحَدِّثُنا لوقا عن تحقيقِه العلمي لكتابةِ الأنجيل وتقَّصيهِ  لدقائق الأمور في حياةِ يسوع وفي شهادةِ الرسل. ثم يبدأُ ببشارة زكريا ويذكرُ ضُعفَ إيمانِه بكلام الملاك، وخرسَه الى ولادة يوحنا.

                                لنقرأ كلام الله بشوقٍ وآنتباه !

الصلاة الطقسية          

تتمَحورُ هيكليةُ الصلاة على الأحد، و تُخَّيمُ على أيام الأسبوع التالي. بدأت الخليقةُ بالظلام ثم جاءَها نور الحياة. وعاشت الإنسانيةُ أولاً ودهورًا في ضلال الخطيئة ثم عرفت نور الحق في المسيح وآنتقلت الى خيمة النعمة. هكذا يبدأ اليوم الواحد بعدَ الغروب وبظلام الليل ثم يكتملُ في نور النهار. فالأحد يبدأ من مساء السبت، بعد الغروب، وعليه تبدأُ صلاة الأحد في مساء السبت ـ بصلاة الرمش ـ تتبعُها صلاة الليل، ثم سهرة منتصف الليل، ثم صلاة الفجر، وتكتملُ في نور النهار بالقداس، الذي يغَّذي ويقودُ حياة المؤمن طوال الأسبوع. هذه الصلوات الأربع: 1- الرمش والليل، 2- السهرة ، 3- الفجر، 4- القداس، هي محاورالعبادة اليومية والأجزاء الأساسية. والترنيمة الخاصّة بكل محور تبدأ بها صلاة أحد أيام الأسبوع التالي، وهكذا : تتكرر: ترنيمةُ الرمش يومَ الأثنين،  وترنيمة السهرة يوم الثلاثاء، وترنيمة الفجر يوم الخميس، وترنيمة القداس يوم السبت. هكذا ترتبط أيام الأسبوع كلها بالأحد الذي يُعطي تعليمًا خاصًّا بمبادئ الأيمان ليُفهمُ ويُعاش. وتُكَّون أيامُ الأسبوع، طقسِيًّا، مع الأحد سابقها، وحدةً متماسكةً ومتكاملة.

الترانيم الأربع

1+ ترنيمة الرمش : ” اللهُ الكلمة الذي مِنَ الآب لم يأخذْ شِبهَ المخلوق من الملائكة. بل من

     زرع إبراهيم، وظهرَ في ناسوتنا، بنعمتِه، ليُخَّلِصَ جنسَنا من الضلال “*

2+ ترنيمة السهرة : ” أيُّ ذهنٍ يُدركُ بحرَ محَبَّتِك، وما عمقُ الغنى والعِلم في الفكر الأزلي

     الذي كان للّه من الأول. شاءَ بحُّبِه وكلامِه فأرسلَ لنا الذي حلَّ في البتول القدّيسة و

     صار إنسانًا فخرج الى العالم. هكذا عرِفنا من الملاك. فالسلامُ عليك يا ممتلئةً نعمة

     لأنَّه منكِ يولدُ الجَبّارُ ومُخَّلصُ العالم الغيرُ المُدرَك. يا سيِّدَ الكل المجدُ لك” *

3+ ترنيمة الفجر : ” نشكرُ ونسجُد للملكِ الذي لا بدايةَ له، الذي بنورِه صنعَ لنا نورًا” *.

4+ ترنيمة القداس : ” جسدُ المسيح ودمُه الكريم فوقَ المذبح المُقَّدَس. لنقتربْ إليه كلُّنا

     بالتقوى والمحَّبة. ومع الملائكة فلنُنْشِدْ له قدّوس. قدّوسٌ قدّوسٌ الرَبُّ الإِلَه” *.

¨    صلاة السهرة.     بخصوص هذه رتبةِ سهرةِ منتصفِ الليل قد يسغربُها المؤمن  و

يستثقلُ تنفيذها ، وقد أَدّاها الرهبان زمانًا طويلا. لكن الأمرَ ليس غريبًا على المتبَّحر في الكتاب المقدس، ولاسيما في المزامير. يقول المزمور 3: 5-7 : ” رقدتُ ونمتُ وآستيقظتُ لأنَّ الربَ عضدني”. و يكمِلُه المزمور119: 62 قائلاً:” في نصف الليل أقوم لأحمَدَك على عدل أحكامِكَ”. ونَسَجتْ عليه صلاة الصوم قائلةً:” مع المتيَّقِظين نُنشدُ المجدَ للمتيَّقِظ الذي لا ينام. وأثناءَ الليل عندما تسكتُ كل الخلائق نرفعُ نحن له المجد”. تقول ترنيمة أُخرى في زمن التوبة:” دعاني داود في مزاميره وأيقظني..وقال : إِستيقِظْ أَيُّها النائمُ فقد تغرق. فـفي منتصفِ الليل تدخُلُ الرِشوةُ على القاضي. قُمْ وصَلِّ وآسأل وتضَرَّعْ لأنَّ سيِّدَك بالدموع يلينُ، ويفتحُ بابه للتائبين ليلاً ونهارًا”.

التعــليم         

يُعَّلِمُنا هذا الأحد أنَّ الأنسان عظيمٌ عند الله. سبق وقال المزمور 8: 5-7 :”من هو الأنسان لتذكره يا رب؟. جعلته أقَّلَ من الملائكة ، لكنَّك وشَّحته بالوقار والمجد، وسَلَّطتَه على صُنع يديك و وضعتَ كلَّ شيءٍ تحت قدميه”!. كم أنت مجيدٌ يا رب!. ومحَّبة الله له أعظم وأسمى من أن تُدرَك، حتى أخذ من ناسوت الأنسان جسدًا لنفسِه، وآتَّخذ صورته. لا نقدر أن  نغوصَ في بحر محَبَّته ولا أن نفهمَ عمقَ فكره وغناه وعلمِه وفعلِه. وفوقَ ذلك يكون تجسُّدُه من بتول! . نُحَّييها على هذا التكريم الفريد والنعمة التي ما بعدَها نعمة.

على هذا ستدُّلُنا ترنيمتان ليوم الجمعة، مساءًا وصباحًا ، تقولان :” يا صانِعَنا، مَن يقدر أن يشكرَعِوَضَنا محَبَّتك. لأنَّك هيَّأْتَنا في البدء على صورتِك الكريمة. وفي آلأزمنة الأخيرة إِفتقَدْتَنا وأعَدْتَنا إلى معرفتكَ. يا مُعَّظمَ جنسِنا المجدُ لك “. و” يا جنسَ المائتين، لقد تعاظمَ رجاؤُك، لأنَّ مُقيمَكَ أتى. إِكتملتْ أسرارُ النبوءة، والنورُ أُرسِلَ إلى العالم. فقد أعلن الملائكةُ للأرضيين الرجاءَ بالأمن. مُبارَكٌ الذي إستعادَ الأمم الضّالة “.

هكذا تدعونا صلاة هذا الأحد الى تمجيدِ الله وشُكرِه وعبادته. وهذا ما سنفعلُه في القداس.